وتعد من أصعب المراحل وأكثرها تقلبًا في حياة الإنسان، وهي الفترة الزمنية الواقعة بين مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ؛ وفيها يحدث تطور ونمو للابن- أو الابنة- جسديًا ونفسيًا، وعادة ما تبدأ سن المراهقة من عمر 10 سنوات، وتنتهي بعمر 21 سنة، وما بين المراهقة المبكرة والمتوسطة والمتأخرة، يصاب الأهل بالحيرة والقلق؛ لعدم معرفتهم بملامح هذه المراهقة وسماتها، عنها يحدثنا الطبيب النفسي "ياسين رضا"، الباحث بمركز البحوث الاجتماعية.
* المراهقة المبكرة من 11-15 سنة، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة، المراهقة المتوسطة من 14-18 سنة؛ وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية، المراهقة المتأخرة من 18-21 سنة، وفيها يصبح الفتى -أو الفتاة- إنسانًا راشدًا بالمظهر والتصرفات.
* النمو البدني... حيث تتغير الهرمونات وتبدأ مرحلة المراهقة، وتبدأ من سن عشر سنوات، وفيها ينمو الجسم نموًا سريعًا؛ فتنمو العظام والعضلات والدماغ والقامة والخصائص الجنسية.
* بسبب هذه التغيرات الهرمونية، يصاب الابن المراهق في هذه المرحلة بإحساس كبير بالتعب والإرهاق، مع زيادة في طاقة الجسم، مما يزيد الحاجة إلى القيام بنشاط بدني.
* النمو الفيزيولوجي... ويقصد به الأعضاء الداخلية في الجسم بطريقة تؤثر على المظهر الخارجي للمراهق؛ حيث تبدأ الغدد في إفراز الهرمونات المساعدة على الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.
* كما تنمو المعدة خلال هذه الفترة، وتزيد الرغبة لدى المراهقين بتناول الطعام، وينمو القلب والغدد الجنسية أيضًا، وبالتالي تنضج الغدد التناسلية.
* يبدأ لدى الذكور إنتاج الحيوانات المنوية في السائل المنوي، مع زيادة حجم الخصية، ولدى الإناث تبدأ عملية التبويض، كما تبدأ الدورة الشهرية، مع بروز الصدر وكبر حجمه، ونمو الشعر في الوجه وفي منطقة العانة.
* النمو الاجتماعي... حيث يزداد شعور الابن المراهق بالآخرين، ومعه الوعي الاجتماعي، كما يزداد لديه الشعور بالإنصاف والهوية الشخصية، والرغبة في الانفصال عن العائلة.
* نلاحظ على المراهق في هذه المرحلة محاولاته المتكررة لتطوير مهاراته الشخصية، واستكشاف المسائل المتعلقة بالهوية العرقية، والبحث عن أقران يشاركونه في ذلك، مع تجربة طرق مختلفة في الحديث.
* النمو العاطفي والنفسي... الابن يتغير كثيرًا في هذه المرحلة؛ عاطفته وإحساسه بنفسه والآخرين؛ حيث يصبح متقلب المزاج، وقد يمتلك الكثير من الطاقة التي يحتاج إلى إطلاقها، وقد يهتم بنضجه ونموه البدني.
* كثيرًا ما يعتقد المراهق في هذه المرحلة بأن مشاكله الشخصية ومشاعره والخبرات التي يمر بها فريدة من نوعها، كما يبدأ البحث عن هويته بين أسرته، وتشغله استقلاليته عن الآخرين؛ محاولة منه لينفرد بملمح خاص به.
* النمو الفكري... والمفروض أن يكون هذا الملمح من شخصية المراهق من أهم خصائص مرحلة المراهقة السوية؛ حيث يتغير من التفكير المادي إلى التفكير المجرد، كما أنه يمتلك سعيًا فكريًا وفضولاً كبيرًا، ويرتفع مستوى إنجازه خاصة عند التحدي والالتزام.
* ومن جماليات هذه المرحلة أن المراهق يفضل التعليم النشط على التعليم السلبي الكسول، كما أنه في هذه المرحلة من النمو الفكري يستمتع بالتفاعل مع أقرانه أثناء التعلم، كما تتملكه القدرة على التأمل الذاتي، والقدرة على الوصول إلى مستويات عالية من فهم الحس الفكاهي، وبشكل قد يكون- أحيانًا- أفضل من البالغين.
* احذري: مرحلة المراهقة لدى كل الأبناء تعتبر الاختبار الأول للشخصية والأخلاق، كما أن مستقبل الإنسان يتأثر كثيرًا باختياراته خلال هذه الفترة، والأهم من ذلك درجة تقبل المراهق لمراهقته، ومدى تفاعله معها بشكل إيجابي أو سلبي.
* هناك فرق بين المراهقة والبلوغ، البلوغ أحد جوانب المراهقة، ويعني القدرة على الانسلال؛ أي اكتمال نمو الغدد الجنسية وقدرتها على أداء وظيفتها، أما المراهقة فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي، وهذا لا يعني الوصول إلى النضج العقلي، إنما على المراهق تعلم الكثير والكثير ليصبح راشدًا ناضجًا.
* هناك 3 أشكال للمراهقة: مراهقة سوية؛ خالية من المشكلات والصعوبات، ومراهقة انسحابية؛ بمعنى أن ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة ومن مجتمع الأقران، ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه متأملاً لذاته ومشكلاته، ومراهقة عدوانية؛ حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء.