مشكلة بيئية عشنا معها زمنًا طويلاً، أشعرت كل واحد منّا بمسؤولية كبيرة اتجاه كوكبنا الأزرق الذي نعيش فيه، فمنذ طفولتنا الأولى، ونحن نسمع عن «ثقب الأوزون»، ولتسليط الضوء أكثر على هذه المشكلة الكبيرة، والتي تمسّنا جميعًا نحن الذين نعيش في هذا الكوكب، حددت الأمم المتحدة، يومًا عالميًا للحفاظ على طبقة الأوزون، والذي يُصادف 16 أيلول/ سبتمبر من كل عام، وذلك للتوعية أكثر في هذا الموضوع وكيفية التعامل معه.
«بروتوكول مونتريال».. الصرخة الأولى
في تاريخ 16 أيلول/ سبتمبر من العام 1987، وقّعت أكثر من 190 دولة مختلفة حول العالم، على «بروتوكول مونتريال»، الذي يُلزم الدول الموقعة على هذه الاتفاقية، بخفض استهلاكها تدريجيًا من المواد المستنزفة لطبقة الأوزون إلى 85% بحلول عام 2007، وصولاً إلى التخلص التدريجي التام بحلول عام 2010، والذي يحدد عددًا من الإجراءات المهمة والضرورية، والواجب اتباعها على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، للتخلص تدريجيًا من المواد التي تستنزف طبقة الأوزون، وفي ذلك اليوم قبل 31 عامًا، تم الإعلان عن «اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون» للمرة الأولى، وذلك في ذكرى التوقيع على هذا البروتوكول.
الأمم المتحدة تحتفل بهذا اليوم...
وافتتحت الأمم المتحدة صفحتها بـ«يوم الحفاظ على طبقة الأوزون» على موقعها الرسمي عبر شبكة الإنترنت، بحديث للأمين العام الحالي للأمم المتحدة، البرتغالي «أنطونيو غوتيريش»، والذي جاء فيه: «لمدة تزيد على ثلاثة عقود، قد تجاوز بروتوكول مونتريال بكثير مهمة تقليص ثُقب الأوزون؛ فأظهر الكيفية التي يمكن بها أن تستجيب بها الإدارة البيئية للعلم، وكيف يمكن أن تتضافر جهود البلدان في التصدي لمواطن الضعف المشترك. وإني أدعو إلى استلهام روح القضية المشتركة نفسها، وذلك خصوصًا بتعزيز روح القيادة في أثناء سعينا إلى تنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ وتعبئة العمل المناخي الطموح الذي نحتاج إليه بإلحاح في هذا الوقت».
وأوردت الأمم المتحدة بأن: «طبقة الأوزون هي درع هش من الغاز يحمي الأرض من الجزء الضار من أشعة الشمس، مما يساعد على الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض»، وتابعت بالقول: «لم يساعد التخلص التدريجي من الاستخدام المُحكم للمواد المستنزفة للأوزون والاختزال ذات الصلة على حماية طبقة الأوزون لهذا الجيل والأجيال المقبلة فحسب، بل أسهم كذلك إسهامًا كبيرًا في الجهود العالمية الرامية إلى التصدي لتغير المناخ؛ وعلاوة على ذلك، فإنه يحمي صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية عن طريق الحد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الوصول إلى الأرض».
وتحت عنوان «ابق هادئًا وواصل: بروتوكول مونتريال»، أضافت الأمم المتحدة أنه: «يُراد من موضوع احتفالية هذا العام أن يكون دعوة للحشد لحثنا جميعًا على مواصلة العمل النموذجي في حماية طبقة الأوزون والمناخ، وفق بروتوكول مونتريال. وهناك ركيزتان لموضوع الاحتفالية، الأولى هي أن عملنا لحماية طبقة الأوزون هو عمل لحماية المناخ كذلك، والثانية هي أن بروتوكول مونتريال هو بروتوكول جيد كما أظهر ذلك نجاحه الرائع».
ما هي طبقة الأوزون..؟
في البداية، علينا أن نعرف ما هي طبقة الأوزون، ولماذا أولت الأمم المتحدة ودول العالم كل هذه الاهتمام الكبير بها وبمشكلتها، وطبقة الأوزون هي عبارة عن حزام من الغاز الطبيعيّ الذي يسمى «غاز الأوزون»، ويقع هذا الحزام الغازي على مسافة تتراوح ما بين 15-30 كيلومترًا فوق كوكب الأرض، وتسمى هذه الطبقة أيضًا بالـ«ستراتوسفير»، وتعمل كدرع لحجب الأشعة فوق البنفسجية الضارة «يو في بي UVB»، والتي تنبعث من الشمس، وغاز الأوزون هو جزء عالي التفاعل يحتوي على ثلاث ذرات أكسجين، وهو يتشكّل وينكسر باستمرار في الغلاف الجوي، وبهذه المعادلة الطبيعية، تحمينا هذه الطبقة من مخاطر الأشعة الضارة والخطيرة التي تُرسلها الشمس.
ما هو «ثقب الأوزون»..؟
عندما نقول «ثقب الأوزون»، فإننا نُشير إلى المنطقة الرقيقة من طبقة الأوزون الموجودة في الغلاف الجوي لكوكب الأرض، حيث تحدث هذه الظاهرة في القارة القطبية الجنوبية خلال فصل الشتاء، ولكن الأمر ليس كما يفهمه الكثيرون، بأنه هناك ثقب أو حفرة أو اختفاء لهذه الطبقة كما يشير الاسم، وإنما هي عملية استنزاف لهذه الطبقة جراء التفاعلات الكيميائية التي تشمل مواد مثل الـ«كلور» والـ«بروم»، والتي تؤثر على الطبقة في المنطقة القطبية الجنوبية.