لماذا هاجمت زوجها بالحذاء؟

انقلبت الموازين وانتشر عنف الزوجات، ومحاولتهن تغيير الفكر السائد بأنهن الجناح المكسور والمغلوب على أمره. قصة رجل ضُرب من زوجته، تابعتها «سيدتي نت» على لسان الزوجين وفي قسم الشرطة. 

الزوج يروي تداعيات الموقف الذي انتهى عند وكيل النيابة في محكمة دبي قائلاً: «يوم الواقعة عدت إلى منزلي في منطقة بدبي، وما إن شاهدت زوجتي الخادمة النيبالية الجنسية، سألتني: لماذا لم تقم بإعادتها إلى مكتب استقدام الخدم؛ فأخبرتها بأنني أريد أن تخدمني وتخدم المنزل؛ كونها لم تقترف أي خطأ يستدعي طردها، فتوجّهت من فورها إلى الخادمة، وانهالت عليها ضرباً، ولأني حاولت أن أمنعها من ضرب ها، اعتدت عليَّ بالضرب بواسطة حذاء بكعب كانت تلبسه، كما فوجئت باعتداء ابنة زوجتي بالضرب عليَّ بيديها أيضاً، فغادرت المنزل وأخذت الخادمة معي».

بسبب الخادمة
فيما روت الزوجة قصة مغايرة، فحسب قولها إنه عندما طلبت منه تسفير الخادمة النيبالية؛ لأنها تتدخل في الشؤون العائلية، تتابع الزوجة: « انهال زوجي عليَّ بالضرب في أنحاء جسدي، وحاول خنقي بالضغط على رقبتي، قاصداً قتلي، فقمت بصفعه على وجهه؛ دفاعاً عن النفس، وأبلغت الشرطة بعدها».
الابنة من زواج سابق تؤيد رواية والدتها، وتروي تفاصيل ما حدث قائلة: «كنت برفقة والدتي، وأثناء دخولنا المنزل منعنا زوجها، فاتصلت أمي بالشرطة، وكان يهددها بتكرار كلمة (سأقتلك.. سأقتلك)»، وأنكرت الابنة ذات الـ 18 عاماً أن تكون والدتها قد اعتدت على زوج أمها، بل صفعته على وجهه؛ لإبعاده عنها، بعد أن رفسها وصفعها وحاول خنقها، كما أنكرت مشاركتها للوالدة بضرب الرجل. فيما قالت الخادمة «تام» إن زوجه كفيلها قامت بالاعتداء عليها بالضرب، وعند محاولة كفيلها فض الاشتباك ضربته بالحذاء على رأسه.

كدمات
تقرير الطب الشرعي، الذي حصلت «سيدتي نت» على نسخة منه، أظهر أن الزوج قد أصيب بجروح في فروة الرأس، والجفن الأيمن، ويسار الجبهة، والكتف اليمنى، والعنق، واليد اليمنى، كما ثبت بالفحص أنه يعاني من ضبابية في الرؤية؛ بسبب الإصابة. أما الزوجة فقد أثبت تقرير الطب الشرعي إصابتها بكدمات على الجانب الأيمن من الرقبة، وأعلى الصدر، والشفة السفلى، والساعد الأيسر، مع احمرار خفيف على الخد الأيمن.

دخيلة!
خليفة المحرزي، استشاري أسري ونفسي بمحاكم دبي، لا يعتبر الضرب ظاهرة اجتماعية منتشرة في المجتمع الخليجي، خاصة أنه لم تتوافر حتى الآن دراسات موثقة عن ضرب الزوجات لأزواجهن. يتابع: «حتى عندما يتعرض الرجل للضرب يحرص على إخفاء الأمر، حتى عن أقرب الناس إليه؛ نظراً للعادات والتقاليد التي تقضي باحترام الزوج في كل الظروف».

أما الدكتور وليد سرحان، المتخصص في الطب النفسي، فيرى أن سبب انتشار ظاهرة ضرب الزوجات يعود إلى تطور وضع المرأة في التعليم والعمل، في حين لا يزال بعض الرجال يراها أقل منه وتابعة له، ويحاول الرجل، عن طريق استعمال قوته الجسدية، تأكيد تسلطه وتبعيتها له. وعلّق: هناك ردة فعل عكسية قد تصيب المرأة فتنقلب الأدوار.

فتيات يرحبن
شخصية الرجل، على حد تعبير داليا علي نجاتي، طالبة في كلية الطيران، اعتراها الكثير من مظاهر التآكل والضعف والتراجع، في حين صمدت المرأة وباتت أكثر حضوراً، كما أن التغييرات الاجتماعية التي تمر بها هذه المجتمعات زادت من جرعات العنف بين الأزواج. تتابع داليا: «قد يكون الزوج نفسه هو سبب لجوء الزوجة إلى العنف ضده، فبعضهم يتعاملون بقسوة ووحشية مع الزوجات، ويكون رد الفعل هو العنف، لست ضد امرأة تحاول الدفاع عن نفسها من بطش رجل «فكما تدين تدان»، وعلى الرجل -إن تطاول على زوجته- أن يدرك أن يومه قادم»!
العنف يصبح منطقياً، كما تقول رغد علي حجيج، طالبة في جامعة الشارقة، كلية الاتصال، إذا اعترت شخصية الرجل الضعف مع شخصية استبدادية للزوجة، وفي القصة الطرف الأقوى هي الزوجة، حتى وإن كان ذلك غير مألوف في أعرافنا وعاداتنا...

لا مسؤولية
حسبما كشف رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري في محاكم رأس الخيمة، جاسم محمد المكي، فقد قال إن القسم تلقى خلال العام الماضي 2012 شكويين من هذا النوع؛ القضية الأولى هي تعرّض زوج مواطن للضرب من قبل زوجته وإقدامها على شتمه وسبه؛ بسبب عدم إصغائه لها أثناء حديثها معه، فهو فور عودته للمنزل يجلس أمام التلفزيون أو يستخدم الإنترنت، الأمر الذي يستفزها.

أما القضية الثانية فهي لزوجة مواطنة ضربت زوجها إثر إهماله لطلباتها، فهو يسهر لوقت متأخر من الليل مع أصدقائه».