يُمثِّل صالون "ميزون أي أوبجييه"، الذي يُنظَّم سنويًّا في منطقة "فيلبانت" بضاحية باريس الشماليَّة، الموعد السَّنوي الأهمّ، الذي يلتقي فيه عشَّاق الديكور وخبراء الديكور والمعماريين ومصمِّمي المفروشات وإكسسورات الموضة الأشهر. وقد اختارت إدارة هذا الصالون، في دورته الأخيرة، لبنان ضيف شرف، حيث خصَّصت مساحة بارزة لمجموعة من المصمِّمين اللبنانيين الشباب الذي عرضوا إبداعاتهم. ونُظِّمت هذه الدورة تحت شعارVirtuous (القويم)، بغية تسليط الضوء على أهميَّة الإسهام في الحفاظ على البيئة، عن طريق التصميم والديكور.
لبنان ضيف شرف
"سيدتي. نت" زار المساحة التي خُصَّصت للمصمِّمين اللبنانيين الشباب الستَّة هذا العام، في إطار برنامج "جوائز المواهب الصاعدة"، ومن بينهم كارلا باز، التي أعربت عن سعادتها بعرض تصاميمها للمرَّة الأولى خارج لبنان، قائلةً إنَّها "فرصة هامَّة للمصمِّمين الشباب، لأنَّها تسمح للجمهور والمهنيين في مضمار الديكور باكتشاف أعمالنا".
كانت اللجنة، التي اختارت المصمِّمين الستَّة تألَّفت من مصمِّمين لبنانيين سبق أن حقَّقوا شهرةً عالميَّةً، وفرضوا وجودهم في عوالم التصميم والديكور، كمصمِّمتي الديكور الشهيرتين ألين أسمر دعمان وشيرين مغربي، فضلًا عن رئيسة تحرير مجلة "كورف" نادين فارس كاحيل. وقد وقع اختيار اللجنة على مجموعة من المصمِّمين الشباب، وهم: أناستازيا نيستن ورامي بوشديد وكارل شكري مؤسسا "ستوديو كاراميل" Studio Caramel وكارلا باز وباولا صخر وكارلو مسعود ومارك ديبه. المصمِّمون الشباب تخرَّجوا من مدارس الفنون الجميلة الأشهر، وقد عرض كل منهم قطعًا وُصفت بأنها "مجددة" في عالم الديكور، سواء لناحية الأفكار أو الخامات. كما قيل عن أعمالهم أنَّها "تحمل رسائل اجتماعيَّة وفكريَّة قويَّة، وأهمّها الحفاظ على البيئة والعودة إلى ما توفِّره لنا الأرض، من خلال استعمال خامات طبيعيَّة، وإعادة مراجعة التراث عبر تطعيمه بلمسات من العصرنة". وقد أكَّد رامي بوشديد لـ"سيدتي.نت" هذا التوجُّه، فقال: "نعمل على مراجعة قطع ديكور حقبة الخمسينيَّات، ثمَّ نضع لمسات عصريَّة عليها، مع استعمال الخامات الطبيعيَّة، مثل: الخشب والفولاذ والنحاس".
خامات طبيعية
تُبيِّن الجولة بين ردهات صالون "ميزون إي أوبجييه" سعي غالبيَّة المصممين المشاركين إلى العودة إلى الطبيعة وما توفِّره من خامات طبيعيَّة، ولا سيَّما خشب البامبو (الخيزران)، حيث رصدنا الكثير من قطع الديكور والأثاث المصنوعة من الخشب الخام والبامبو، من طاولات وكراس وحتَّى الثريات. كما رصدنا توجُّهًا واضحًا لتصميم الأرائك والكراسي والسجاد من الصوف والجلد. وقد غلب الطابع المينمالي الخالي من التفاصيل الصارخة على الأساليب المتبعة، حيث جاءت معظم القطع بسيطة وعمليَّة.
ديكورات المطابخ واكسسواراتها
وبرزت في "ميزون ايه اوبجيه" أيضًا توجُّهات مُنوَّعة في ديكورات المطابخ؛ وتزيَّنت الموائد بلوازم مُحمَّلة ببصمات مُميَّزة بين صواني الضيافة وأطقم الصحون وزينة الطاولات.