حذر اخصائي نفسي السيدات مما يطلق عليه طبياً «الاكتئاب الموسمي»، وأوضح الدكتور ماجد علي قنش استشاري علم النفس السلوكي والأسري في حديثه مع «سديتي» أن النساء أكثر عرضة لهذا النوع من الاكتئاب الذي عادة ما تشعر المرأة بأعراضه في موسم الشتاء والخريف بحسب الدراسات الطبية. ويعود ذلك لأن ساعات الليل أطول في هذه الفترة، وهو ما قد يدفع المرأة إلى «الوحدة» على خلاف الصيف الذي تجد فيه المرأة فرصة للزيارات والخروج عن الروتين اليومي. وعادة ما تكثر هذه الحالات في المناطق البعيدة عن خط الاستواء بحسب المعطيات الطبية.
ولا تقدم الدراسات أي أسباب واضحة لهذا النوع من الاكتئاب إلا أن التكهنات الطبية تبين أن النساء في هذا الموسم أقل تعرضاً لأشعة الشمس وأكثر عرضة لاختلال الساعة البيولوجية. وعادة ما تمر المرأة المصابة بهذا النوع من الاكتئاب بتغيرات هرمونية تؤدي إلى تقلب مزاجها يرافقه اضطرابات في النوم والغذاء. وأبرز علامات هذا الاكتئاب أنه يتكرر في ذات الوقت من كل عام.
الخطة العلاجية للاكتئاب الموسمي
ويقدم الإخصائي النفسي قنش ثلاث سبل علاجية تدريجية لهذا النوع من الاكتئاب؛ الأول هو العلاج بتسليط ضوء خافت على المريضة يسطع تدريجياً محاكياً ضوء الساعات الأولى من الصباح، الأمر الذي من شأنه تعديل الساعة البيولوجية للسيدة. كما يقدم الطبيب أدوية مهدئة تساعد المريضة على السيطرة على أعراض الاكتئاب الموسمي، ويؤكد الدكتور قنش على ضرورة تنظيم جلسات علاجية حوارية ضمن خطة العلاج لتجاوز هذا المرض.
سطوة الأسرة والمشاكل النفسية
تشتكي الفتيات الزائرات للعيادات النفسية في المملكة من سطوة والديهن وإخوتهن، مما يدفعهن إلى الانفجار على الوضع القائم، فيما تختار بعض الحالات الانزواء والدخول في موجة من الاضطرابات الهرمونية فتدخل الفتاة في مرحلة أطلق عليها قنش «الضيقة» وهي لا ترقى إلى درجة الاكتئاب.
«زوجك على ما تعوديه»
تتجه المتزوجات للعيادات النفسية بحثاً عن مساعدة لحل خلافاتهن الأسرية مع أزواجهن. وينصح الدكتور المرأة بتقديم المهام الزوجية التي تستطيع الحفاظ عليها طوال رحلة الزواج، لأن الرجل يميل في الغالب إلى مقارنة سلوك المرأة في بداية الزواج مع تراجع أدائها للمهمات إذا ما زادت التزاماتها الأسرية. ويقول د. قنش إن على الزوجات تطبيق القاعدة الشعبية «زوجك على ما تعوديه» حتى لا يرتفع سقف توقعات الزوج في المستقبل.
أما بالنسبة للسيدات اللاتي يتفاقم سوء علاقتهن مع أزواجهن لحد لا يطاق فتصبح الإهانة والامتهان عنواناً للعلاقة، فعلى المرأة طلب الطلاق أو الخلع بدلاً من استخدام الأطفال شماعة للمكوث في علاقة مشوهة لن تجلب للأطفال سوى أمراض نفسية مركبة. ويوضح الدكتور قنش «نحن لا نشجع على هدم البيوت ولكن يجب ألا تجعل المرأة من الأبناء ورفض أسرتها استقبالها في بيتهم شماعة للمكوث في بيت الزوجة والتسبب في عقد دائمة لأطفالها، هذه أعذار واهية»، مضيفا أن هناك العديد من الأشخاص عاشوا حياة أفضل بعد طلاق والديهم من أولائك الذين يشهدون يومياً على خلافات ذويهم.
مسؤول لضبط المجال النفسي
وحول رأيه في قرار بريطانيا تعيين وزير للاكتئاب علق د. قنش أن الدول العربية والمملكة بالخصوص بحاجة إلى ضبط مسؤوليات الطبيب النفسي والأخصائي والاستشاري. وشبه الطبيب النفسي في المملكة بالصيدلاني الذي يقدم الدواء، مبيناً أن ذلك خطأ طبي فادح؛ إذ من غير المسموح للطبيب النفسي أن يصف الدواء دون الرجوع إلى دراسة الحالة التي يقدمها الأخصائي الاستشاري. ودعا إلى تعيين مسؤوول أو وزير يشرف على تنظيم هذا القطاع في المملكة.