الكثير من الأمهات يعانين مع أطفالهن الرُّضع، خاصة اللواتي يقمن بإرضاع أطفالهن رضاعة صناعية، وغالبًا ما تعاني الأم من اختيار نوع الحليب المناسب لتقديمه للطفل، فهي تريد أن تبحث عن أفضل أنواع الحليب، والذي يحمل في خصائصه العديد من الفيتامينات والمعادن؛ حتى تضمن نموًا قويًّا لطفلها، خاصة إذا كانت لا تستطيع أن ترضعه رضاعة طبيعية لأي سبب كان، ولكن في أحيانٍ كثيرة لا يستسيغ الطفل الحليب المُقدَّم له، وفي أحيانٍ أخرى قد يتسبب الحليب للطفل بإحدى المشكلتين اللتين تتضح من خلالهما حساسية الطفل للحليب، أو عدم تحمله للاكتوز الموجود بالحليب، وموضوعنا اليوم عن عدم تحمل الطفل لاكتوز الحليب، وكيف تكتشف الأم هذا؟ وما هي أعراضه؟ وماذا تقدم له؟
تؤكد استشارية طب الأطفال، الدكتورة نجوى محمود على أن بكاء الرضيع في أحيان كثيرة يكون مصحوبًا بأعراض أخرى، هي حساسيته أو عدم تحمله للاكتوز الحليب المقدم له، مما يؤدي لظهور أعراض أخرى.
وقبل ذلك لا بد أن تعرف الأم ما هو معنى عدم قدرة تحمل الطفل للاكتوز الحليب، وهو عدم قدرة الجسم على هضم سكر الحليب (اللاكتوز) نتيجة نقص إفراز إنزيم اللاكتاز المسئول عن هضم اللاكتوز الموجود في الحليب، إذ يبقى اللاكتوز في الجسم دون هضم حتى يصل إلى الأمعاء، فتتغذى عليه البكتيريا الموجودة في الأمعاء، مما يؤدي إلى ظهور أعراض عدم تحمل اللاكتوز، ومن الجدير بالذكر أن الحليب يكون مكونًا من البروتين واللاكتوز ومعادن وفيتامينات.
أما عن الأعراض فهي كالتالي:
- الإسهال المستمر.
- آلام المعدة والانتفاخ والغازات.
- التهابات في منطقة الحفاض فقط، نتيجة حمضية البراز، بعكس أعراض حساسية الحليب التي قد تكون هضمية أو تنفسية أو جلدية، مثل: الإمساك أو الإسهال المستمر، والدم أو المخاط في البراز، والارتجاع والقيء، وتورم الفم أو الوجه، وخنفرة وصعوبة في التنفس وسعال، وإكزيما والتهابات في الجسم بخلاف منطقة الحفاض.
وهناك نوعان من عدم تحمل اللاكتوز، نوع أولي وآخر ثانوي، وسنذكر كلاًّ منهما:
• عدم تحمل اللاكتوز الأولي:
يعاني منه الرضيع منذ اليوم الأول من ولادته، بسبب عدم إنتاج الجسم إنزيم اللاكتوز المسئول عن هضم سكر اللاكتوز أو إنتاجه بكميات قليلة، وهو نادر الحدوث، وتصاب به نسبة قليلة من الأطفال الخدج الذين وُلدوا قبل أوانهم.
• عدم تحمل اللاكتوز الثانوي:
وهو الأكثر شيوعًا، وقد يصاب به الطفل في أي مرحلة من عمره، إذ يولد الطفل سليمًا وينتج جسمه إنزيم اللاكتوز بشكل طبيعي، ولكنه يصاب بعدم تحمل اللاكتوز الثانوي بصورة مؤقتة نتيجة مشكلات هضمية، مثل الإصابة بنزلة معوية نتيجة التهاب بكتيري أو فيروسي أو إسهال حاد، مما يؤثر على الخلايا المسئولة عن إفراز إنزيم اللاكتوز، فيعاني الطفل حينئذٍ من عدم تحمل لاكتوز ثانوي، وغالبًا ما يتعافى منه بعد زوال السبب الذي أدى لحدوثه.
وفي كلتا الحالتين لا بد أن يصف الطبيب المعالج للطفل، نوعًا من الحليب خاليًا من اللاكتوز، حتى تزول المشاكل والأعراض التي يعاني منها الطفل.