الضوء الأزرق مضرٌ بالعين كما هو معروف، ويطال تأثيره السلبي الشبكية. لكنّ الجديد هو أنّ الضوء الأزرق يمكن أن يؤذي الجلد أيضًا.
تُنتج ماركات المستحضرات التجميلية أصنافًا من المنتجات المضادّة للضوء الأزرق، معتمدة على السميّة الضوئية المفترضة لهذا الشعاع الأزرق، الذي تتراوح طول موجته من 400 إلى 600 نانومتر. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يدمّر شبكيّة العين، وقد يعزز التنكس البقعي المرتبط بالتقدم في السن (ARMD)، ويؤثّر على التركيز وقد يؤثّر على المزاج أيضًا. ولكن ما هو تأثيره على الجلد؟
الضوء الأزرق: هل له تأثيرات إيجابية على الجلد؟
اعتمادًا على الدراسات البحثية، فإنَّ الضوء الأزرق يرسل نوره عند مستوى طاقة منخفضة بواسطة (LED) - قد يساعد على تحسين عملية الشفاء، وخصوصًا بتحسين تكوين الأوعية الدموية، وتسريع إنتاج البشرة الجديدة.
كما أنّ جرعة صغيرة من الضوء الأزرق، قد يكون لها فعلًا مضادًّا للميكروبات. كما يمكنه كذلك القضاء على حب الشباب أو الالتهابات الفطرية في الجلد والأظافر. ولكنّ الضوء الأزرق الذي يصل إلينا من الشمس، أو ينبعث من الشاشات، له تأثيرات ضارّة كما أظهرت الدراسات الحديثة.
لماذا يُعتبر الضوء الأزرق سيّئًا للبشرة؟
يعمل الضوء الأزرق على حثّ عملية تصبّغ دائم للجلد (قد تصل إلى 3 أشهر)، وبخاصة على النموذج الضوئي الثالث من لون البشرة، والنماذج الأعلى (وهذا يعني ألوان البشرة الغامقة أكثر، النموذج الأول من لون البشرة يقابله لون الجلد الفاتح جدًّا، والنموذج السادس من لون البشرة هو اللون الغامق جدًّا للغاية). وبعبارة أخرى، فإنَّ الأنماط الضوئية للون البشرة من النموذج الثالث وأعلى، هي التي يجب أن تحمي نفسها بشكل خاص من الضوء الأزرق، والوقاية ضد التصبّغات الجلدية (مثل الكلف، وقناع الحمل، والبقع الداكنة التي تظهر على الجلد مع التقدم في السن والشيخوخة...).
الضوء الأزرق متهم أيضًا بأنه يسرّع شيخوخة الجلد
الضوء الأزرق متهم بأنه يسبب شيخوخة الجلد. ومن المعروف أنَّ الأشعة فوق البنفسجية (الأشعة الضوئية التي يتراوح طول موجتها بين 100 إلى 400 نانومتر)، هي السبب الأول في شيخوخة الجلد. وطول الموجة القصير يعطيها الكثير من الطاقة، وبالتالي قد يحدث الضرر للحمض النووي.
ويتميز الضوء الأزرق بطول موجة أكبر من الأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي فإنَّ طاقته أقل قوة وتأثيرًا، ولكنّ هذه الأشعة تخترق الجلد بشكل أعمق، وبالتالي قد يكون لها تأثيرات ضارّة أكثر. وقد ثبت أنّ الضوء الأزرق يغيّر بنية خلايا البشرة (الخلايا الكيراتينية)، ويقلل إنتاج الكولاجين والإيلاستين (نوعان من البروتينات مسؤولة عن صلابة ومرونة البشرة). وهذه التغييرات لها تأثير مزدوج، فمن جهة تلحق الضرر بالحمض النووي للخلايا (الخلايا الكيراتينية والخلايا الليفية)، ومن جهة أخرى تزيد ظواهر الأكسدة (تزيد إنتاج أنواع الأوكسجين التفاعلية .
مستحضرات تجميلية لحماية الجلد من أضرار الضوء الأزرق
إن نطاقات المستحضرات التجميلية ضدّ الضوء الأزرق هي ذات أهمية، سواء للحدّ من ظهور البقع الداكنة على الجلد، وخصوصًا على أنواع البشرة من النموذج اللوني الضوئي الثالث وأعلى، ومن أجل منع شيخوخة الجلد. ولكن يجب أن ندرك أنّ جميع أنواع الإضاءة تتصرف مثل الشاشات على شكل كتل ضوئية زرقاء، وبالتالي فإنّ الكريمات الواقية ضد الشمس التي أساسها معدني (تعتمد على ثاني أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم)، أو كريمات الأساس بهذا الصدد، تحمي الجلد إلى درجة معينة ضد الضوء الأزرق.
إجراءات أخرى يمكن تنفيذها لحماية البشرة بشكل يومي
لحماية الجلد من التأثيرات السلبية للضوء الأزرق، من الأفضل تناول الكثير من مضادات الأكسدة عن طريق الفم (الأغذية الغنية بالفيتامينات أ A وإي E والسيلينيوم والبيتا كاروتين...) ووضع منتجات مضادات الأكسدة على البشرة صباحًا (على سبيل المثال مصل الفيتامين سي C) أو كريم لحماية البشرة ضد الشمس من النوع الذي يحتوي على المعادن، أو حتى كريمات الأساس.
ويوجد كذلك الكثير من المنتجات الطبية المزودة بكريمات تحتوي على مصلح للحمض النووي.
إضافة إلى ذلك، يجب حماية العينين بارتداء نظارات مضادّة للأشعة فوق البنفسجية والضوء الأزرق.
ويجب ألا ننسى أنّ كل ضوء أو إنارة سواء كانت طبيعية أم اصطناعية، يمكن أن تبثّ الضوء الأزرق، مثل الشمس والمصابيح والشاشات، ولذلك لا تنسي أن تضعي هاتفكِ الذكي على التطبيق الليلي، لأنَّ هذه الميزة تُلغي الضوء الأزرق من جهازك.