بعد إعلان الكثير من الأمهات حول العالم من مشكلة إدمان أطفالهن الأجهزة الإلكترونية الحديثة، وتخصيص وقت كبير جداً للألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على هاتفهم الذكي أو الحاسوب اللوحي «الآيباد»، ونشر الفيديوهات والصور في «أنستغرام» بصورة لافتة ومثيرة للقلق، حتى بات إدمان التكنولوجيا مرضاً يشبه إلى حد كبير، إدمان الكبار على المخدرات.
هل أبنك لا يتوقف عن لعب المزيد من الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة؟ وهل لدى ابنتك هاجس استخدام «أنستغرام» بصورة لافتة، تدعوك للقلق؟ من حقك طبعاً كأم أن تبدئي بالقلق.
فكما أن طفلك لا يستطيع مقاومة الآيس كريم، ويمكن أن يأكل نصف رطل كامل من دون كلل أو ملل، فهو يتعامل مع الأجهزة الإلكترونية ووسائل التكنولوجيا بهذا المنطق، إذن فهذا ليس خطأ أبنائك بالكامل.
وبهذا الشأن تشير صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى أن الخطأ ربما يكون مشتركاً بين أولياء الأمور، والشركات التقنية، التي لم تضع في اعتبارها «البعد الأخلاقي»، عند تصميمها مواقعها، وتطبيقاتها الإلكترونية، حيث تعمد إلى تصميمها بحيث تكون متواجداً لأطول فترة ممكنة عليها.
ووضعت الصحيفة الأمريكية «واشنطن بوست»، ما أطلقت عليه الوصايا الخمس أو «أسلحة الحرب الخمسة» لتربية طفل سعيد في العصر الرقمي غير مدمن على التكنولوجيا.
وعللت «واشنطن بوست» استخدامها لمصطلح «أسلحة الحرب الخمسة» بسبب: أن الأمر ليس بتلك السهولة، لأن أي أب أو أم سيواجه مقاومة شرسة من أبنائه للتخلي عن «إدمان التكنولوجيا»، لذلك فالأمر يستلزم، استخدام تكتيكات أشبه بتكتيكات الحرب والقتال.
وجاءت تلك الوصايا على النحو التالي:
1- التشغيل التلقائي:
باتت خدمات عديدة مثل «نتفلكس» و«فيسبوك» و«يوتيوب» تشغل مقاطع الفيديو فيها بصورة تلقائية، بحيث تتدفق إلى ما لا نهاية له، وهو يتسبب في زيادة فترة بقاء أي شخص على تلك الخدمات بنحو 73%.
إذن، عليك أولا أن توقفي أي تشغيل تلقائي لتلك الخدمات على الأجهزة التكنولوجية، التي يستخدمها أطفالك.
2- الإشعارات:
تشير الدراسات إلى أن الأصوات المصاحبة دوماً للإشعارات الخاصة بالتطبيقات، تكون مرتبطة ذهنياً بصورة كبيرة لدى الأطفال تحديداً، وتخلق لديهم شعوراً أو حاجة باستخدام الأجهزة التكنولوجية حتى لو لم يكونوا راغبين في هذا.
فمثلاً يكون الطفل منشغلاً بلعب الكرة أو بتكوين شكل بالمكعبات مثلاً، ثم فجأة يأتيه إشعار من يوتيوب، بظهور فيديو جديد من فيديوهاته المفضلة، فيترك اللعب ليشاهد مقطع الفيديو الجديد، ثم ينجرف به الأمر ليقضي ساعات طويلة أمام شاشة الجهاز، ونفس الأمر بالنسبة لباقي التطبيقات.
إذًا، ينبغي عليك أن تمنعي كافة الإشعارات من الظهور على الهاتف أو الحاسب اللوحي الخاص بطفلك، حتى لا ينجرف مجدداً في تيار استخدامه، بعدما قرر تركه.
3- السيلفي:
هناك مرض ظهر مؤخراً في الأوساط العالمية يطلق عليه «السيلفي المتبادل» أو «السناب المتبادل» (نسبة إلى تطبيق سناب شات الشهير)، والقائم على نظرية نفسية يطلق عليها «قاعدة التبادل»، والتي تبدأ عندما يرسل مستخدمان لقطات صور سيلفي لبعضهما البعض لمدة 3 أيام متواصلة، والتي تبدأ بعد فترة لتصبح عادة ومرضاً يسعى من خلاله الشخص أن يبدو إيجابياً وجميلاً أمام من يرسل له دوماً، وهو ما يجعله يحاول الظهور بصورة مختلفة عن واقعه وتجعله جزئياً منفصلاً عن واقعه.
إذًا، ماذا نفعل إزاء هذا المرض، هنا يأتي دور الوالدين في ضرورة الجلوس مع الطفل، ومحاولة شرح له كيف أن شركات مثل «سناب شات» تستغل رغبته الإيجابية أن يكون لطيفاً مع أصدقائه لجعله يستخدم منتجاته بصورة أكبر، وللسيطرة على الأمر، حاولا أن تجربا أن تسمحا له بإرسال صورة سيلفي لمرة واحدة فقط في اليوم، مقابل أن يخرج القمامة مثلاً أو ينظف غرفته أو ينهي واجباته المنزلية، وبالتالي يعيش طفلكما في واقعه ولا ينعزل عنه.
4- العشوائية:
دوماً ما يهتم الشخص بمعرفة الجديد الذي دار على مواقع التواصل، لكن تلك المواقع حالياً باتت تعرض المنشورات بصورة عشوائية، ما يجعل الطفل يستغرق فترة أطول في التصفح.
لذلك ينبغي أن تدخلي على إعدادات الجهاز وتغلقي تشغيل إشعارات التطبيقات، والقيام بجدولة جهاز التوقيت لينطلق في وقت معين من كل يوم، ويظهر الخلاصات الخاصة بك فقط.
5- الإثارة الرخيصة:
معظم الألعاب المجانية التي يدخلها طفلك، تلجأ لتحقيق الربح إلى نشر إعلانات تستخدم أسلوب «الإثارة الرخيصة» إما بالترويج لألعاب أخرى، أو الترويج لمواقع وخدمات مشبوهة، وهو ما سيشكل أزمة، لأنه إما أنه سيزيد من فترة وجود طفلك أمام شاشة الهاتف أو الحاسب اللوحي بإصراره على تصفح اللعبة الجديدة، أو سيدخله على أحد المواقع المشبوهة التي تقدم محتوى غير مناسب لسنه.
إذًا، فعليك إما أن تقومي بتحميل نسخة مدفوعة الأجر أكثر أماناً، أو أن تدخلي إلى إعدادات الجهاز لتمنعي أي إعلانات غريبة أو مشبوهة من الولوج إلى أي تطبيق داخل جهازك، أو تستخدمي أحد التطبيقات التي تمنع ظهور أي إعلانات مشبوهة على جهازك.