في مبادرة شجاعة قررت هبة ذات السبعة عشر ربيعاً أن تحكي قضيتها للرأي العام وتكشف تفاصيل ليلة مرعبة في حياتها بسبب الاغتصاب، كانت هبة مبتهجة بنجاحها في البكالوريا وقررت الاحتفال مع أصدقائها بالنجاح، ولأنها تعيش جواً ديمقراطياً منفتحاً داخل الأسرة، لم يعارض الوالدان فكرة الاحتفال وخرجت برفقة صديقتها جيهان التي تواعدت بدورها مع صديق العائلة لكي يوصلهما لمكان الحفل.
لم تشك هبة ولا جيهان لحظة واحدة بأنهما لن يكونا في أمان مع الشاب، ركبتا معاً سيارته واقترح أن يأخذ معه صديق آخر، وكان حسن النية دائماً قائماً، قبل أن يحصل مالم يكن في الحسبان حين عرج السائق إلى مكان مظلم في أطراف المدينة، ودخل غابة مظلمة ليتحول الشابان إلى وحشين آدميين. الواقعة كتبت عنها هبة التي تحولت أحلامها بالنجاح إلى كوابيس مزعجة تقض مضجعها، فلم تصمت وحدثت والدتها المحامية جميلة السيوري التي لها حضور قوي في الساحة الحقوقية المغربية، وهكذا قررت الأم وابنتها أن تكون قضية هبة قضية رأي عام انضم إليها عدد كبير من المحامين والحقوقيين والجمعيات، خاصة وأن المغتصبين من أبناء أشخاص نافدين في المغرب، وهما الآن يمثلان أمام العدالة. ودعت لجنة للتضامن مع هبة لأجل تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر محكمة الاستئناف يوم الخامس من أغسطس آب، حيث ستجري محاكمة المتهمين .