لاشك أن الإنسان بدون مشاعر حية يتحول إلى إنسان آلي، ومشاعر الحب التي يتمتع بها الفرد تدعم كل مراحل عمره، لاسيما مرحلة الشباب، والتي تمثل مرحلة النضوج، وقد يكون الفرد ناضجًا زمنيًا وعمريًا، ولكنه غير ناضج عاطفيًا، فالنضج العاطفي يُحدث فوضى كبيرة أحيانًا في حياة الشخص والآخرين من حوله، إذا لم يقم الشخص نفسه ويفهمها.
وهناك علامات معينة تدل على أن هذا الشخص أصبح ناضجًا عاطفيًا، فما هي تلك العلامات؟ نتعرف عليها في التقرير التالي:
1. القدرة على منح وتلقي الحب:
النضج العاطفي ينشئ إحساسًا بالأمان يحول دون جرح مشاعر الشخص، فالشخص الناضج عاطفيًا يمكنه تبيان ذلك من خلال تعبيره عن الحب وتقبله لتعبيرات الحب من أولئك الذين يحبونه.
2. القدرة على مواجهة الواقع والتعامل معه:
مستوى نضج أي شخص يمكن قياسه بالدرجة التي يواجه بها مشاكله أو يتجنبها، الناضجون يتحدون مشاكلهم، بينما غير الناضجين يتهربون منها أو يتجاهلونها.
3. الرغبة في العطاء كما في التلقي:
الشخص الناضج عاطفيًا يشعر بالأمان، والذي يجعله قادرًا على إدراك حاجة الآخرين، وبالتالي العطاء من مصادره الشخصية، سواء كان العطاء ماديًا أو وقتًا أو جهدًا؛ ليعزز من مستوى حياة أولئك الذين يحبهم، وهو أيضًا يسمح للآخرين بأن يعطوه التوازن والنضج يتماشيان يدًا بيد.
4. القدرة على الاستجابة والتعامل مع خبرات الحياة بطريقة إيجابية:
الشخص الناضج يرى خبرات الحياة كخبرات تعلم وعندما تكون إيجابية، فإنه يستمتع ويمرح بالحياة، وعندما تكون غير إيجابية؛ فإنه يتقبل مسؤوليته الشخصية، وهو على ثقة أنه سيتعلم منها ليطور من نفسه وحياته.
5. القدرة على التعلم من التجارب والخبرات:
القدرة على مواجهة الواقع والاستجابة لخبرات الحياة بطريقة إيجابية، يستمدها من القدرة على التعلم من التجارب والخبرات التي يمر بها الإنسان.
6. القدرة على تقبّل عدم النجاح:
عندما لا تسير الأمور وفق ما يتوقعه الشخص غير الناضج، فإنه يضرب بقدميه الأرض، ويحبس أنفاسه ويبكي أو يتحسر على قدره، ولكن الشخص الناضج في المقابل فإنه يفكر بطريقة مختلفة وباتجاه مختلف، ويستمر مواصلاً حياته الطبيعية.
7. القدرة على معالجة الخيبة بطريقة بناءة:
عندما يُحبط أو يخيب أمله، فإن الشخص غير الناضج يبحث عن شخص ليلومه، بينما الشخص الناضج يبحث عن حل، الأشخاص غير الناضجين يهاجمون الآخرين، بينما الناضجون يهاجمون المشاكل.
الشخص الناضج يستخدم غضبه كمصدر للطاقة، وحين يشعر بخيبة الأمل أو الإحباط؛ فإنه يضاعف جهده لإيجاد حلول لمشاكله.
8. التحرر الكامل من المقاومة والرفض:
الأشخاص غير الناضجين عاطفيًا يشعرون أنهم غير محبوبين، يتجنبون الحقيقة ويهربون من الواقع، متشائمين، يغضبون بسرعة وسهولة، يهاجمون أقرب شخص منهم عندما يشعرون بالخيبة أو الإحباط أو عند استفزازهم، فلا غرابة أنهم قلقون باستمرار.
بينما الناضجون يدركون الحقيقة بشكل واعٍ يؤثر في سلوكياتهم، فيجعلهم يحصلون على ما يريدونه من الحياة بهدوء وثقة واتزان.