يمر الإنسان كغيره من الكائنات الحية بالعديد من التطورات والتغيرات خلال مسيرته الحياتية، وخاصة في الفترة المحصورة بين مرحلتي الولادة والنضج، وهذه التغيرات تشمل العديد من الجوانب المتعلقة بخصائص النمو الجسدي والانفعالي والعقلي وغيرها عند الصغار.
بيّنت المستشارة الأسرية نجلاء الساعاتي، إنّ مفهوم النمو يشير إلى عددٍ من المراحل الأساسية التي يمر بها الإنسان إلزامياً خلال حياته، وتطرأ على جسمه تغييرات مرافقة لكلّ مرحلة من هذه المراحل تحت تأثير مجموعةٍ من العوامل، فيتغير تفكيره وبنيته الجسمانية وسلوكه النفسي والجنسي والاجتماعي.
هل اختلفت العوامل التي تؤثر على عملية النمو عند الأطفال عن ذي قبل؟
تقول "الساعاتي" من العوامل المهمة التي تؤثر في عملية النمو عند الأطفال هي الاختلاف البيئي والاجتماعي والتكنولوجي، وقد اختلفت هذه العوامل عن السابق بصورة كبيرة فاليوم وسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت مفتوحة أمام الأطفال أدت الى الإسراع نوعاً ما في عملية النمو، وأصبحت أحد أهم أسباب البلوغ المبكر لدى الأطفال، فقد انتهكت براءة الصغار وعفويتهم عبر برامج التواصل والألعاب الإلكترونية من خلال عرض الإيحاءات والمقاطع المباشرة، أو عبر التنمر الحقيقي والمباشر على الصغار.
ما أثر ذلك على الأطفال
تؤكد الساعاتي بأن الأطفال وفي مراحل حياتهم الأولى حينما ينشغل تفكيرهم الصغير ويتحول من الخيال والابداع في عالمهم المثير إلى التفكير في محاكاة ما شاهدوه وتعرضوا له عبر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل، هنا قد تحدث لديهم اضطرابات سلوكية وقد يدخلون في طور الاكتئاب.
وقالت "عندها تبدأ التغيرات بالظهور في مظاهر النمو، فهم مازالوا أطفال جسدياً ولكن نفسياً واجتماعياً فقد أصبحوا مراهقين ينشدون رؤية المزيد من الإيحاءات والمقاطع ليصبح لدينا في النهاية مراهقين في سن صغيرة".
كيف يمكن أن نحد من هذه الظاهرة ؟
• بداية يجب اللجوء إلى الله والتوكل عليه في عملية التربية ومساعدة الطفل في تقيم سلوكه، بأن تكون لديه رقابة ذاتية مرتفعة ومخافة الله طبع أصيل في سلوكه.
• الحوار الهادئ مع الطفل واحتواءه.
• تجهيز الطفل قبل اعطاءه الأجهزة الإلكترونية وتعريفه بها وما تحتويه من برامج وألعاب قد لا تتناسب مع عمره ومع القيم التي نزرعها فيه.
• الجلوس مع الطفل واستخدام الأسلوب القصصي بمواقف وقصص لأطفال آخرين مروا بتجارب مماثلة، والابتعاد تماماً عن إعطاء الأوامر المباشرة.