بعد انقطاع دام سنتين، يعود مهرجان السينما الفلسطينية مرة أخرى إلى لندن؛ ليلعب دوره الحيوي كمنصة مُحفزة تجمع بين صُناع الأفلام والجمهور اللندني في لقاء فني وبصري وثقافي يشجع الحوار، ويطرح التساؤلات، ويساعد الجمهور على التقاط المشاهد النابضة بالحياة، التي تختبئ خلف جمود الأخبار اليومية القادمة من هذه البقعة من العالم.
عروض مجانية لطلاب الجامعة
يحفل مهرجان هذا العام بالتنوع في الطرح، وفي اختيار الموضوعات، وفي أساليب التصوير والإخراج، حيث يشارك على مدى اثني عشر يومًا، ثلاثون فيلمًا روائيًا ووثائقيًا وقصيرًا، تركز على قضايا المرأة والسجناء وغزة والحصار، حيث يأمل القائمون على هذا المهرجان أن تكون دورة هذا العام هي الأكثر تميزًا منذ انطلاقته الأولى في عام 1998، وهم يؤكدون أنه القاعدة الجديدة التي ستنطلق منها المهرجانات القادمة، مع التركيز على الحلقات الحوارية التي تلي العروض، والتي يجيب فيها صناع الأفلام عن تساؤلات الجمهور، ويدخلون معهم في نقاشات فنية وسياسية مثمرة، وسيكون لطلبة الجامعات في هذا العام حصة من هذا الحضور، حيث تُقدّم لهم عروض مجانية في جامعة SOAS University of London وسط لندن.
أفلام مشاركة
• فيلم (اصطياد الأشباح) للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني
هو فيلم الافتتاح في هذا المهرجان، وفيه ينتقي المخرج مجموعة من المعتقلين السابقين في سجن المسكوبية، ويطلب منهم استرجاع تجاربهم، ووصف ما لاقوه من إهانة وتعذيب، حيث يعيد هؤلاء الرجال تقديم الأحداث المؤلمة وكأنها حدثت للتو، وبذا يواجه المخرج الأشباح التي كانت تطارده؛ كونه هو أيضًا واحدًا من المعتقلين في هذا السجن الرهيب، عندما كان في الثامنة عشرة من عمره. وفي هذا الفيلم يعاد تركيب الذاكرة المجزأة التي ضاعت بين جدران الزنزانة، وفي موت العواطف وخرس الألسنة. والفيلم حائز على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي عام 2017، كما سبق أن رُشح لجائزة أفضل فيلم في أوسكار عام 2018 لفئة الأفلام الناطقة بلغة أجنبية. ويقول المخرج رائد أنضوني، الذي سبق أن أنجز مجموعة من الأفلام، منها: (ارتجال)، و(صداع) الذي حاز على جائزة «التانيت الذهبي» في أيام قرطاج السينمائية:
- فيلم (اصطياد الأشباح)
يروي قصص أناس ناجين وليسوا ضحايا؛ لأنهم أناس أقوياء كانت لديهم القدرة على تذليل الصعاب والاستمرار في الحياة، وهم اليوم يشاركون آلامهم مع الآخرين بكل محبة وكرامة، فالمشاهد قد لا يتذكر ما يقوله الفيلم، ولكنه سوف يمس وترًا داخله، ويساعده كثيرًا على الفهم عاطفيًا وسياسيًا.
- فيلم (استذكار) للمخرج كمال الجعفري
في هذا الفيلم يعيد المخرج كمال الجعفري إحياء ذكريات (يافا)، المدينة التي ترعرع فيها، حيث يقوم باسترجاع الأفلام القديمة المصورة ويزيل الشخصيات الرئيسية من اللقطات الأصلية، تاركًا فقط الأشخاص الذين يظهرون في الهامش ويتحركون في بيئة خالية تُشكلها المدينة. وقد سبق أن أنجز المخرج سبعة أفلام، منها: (سقف) و(شرفات) و(ميناء الذاكرة).
يقول المخرج عن فيلمه: «من خلال اللقطات التي جمعتها من عشرات الأفلام، نجحت في أن أحفر مجتمعًا بأكمله، وأن أعيد بناء المدينة، فقد تعرفت على أصدقاء الطفولة وكبار السن، الذين اعتدت أن أسبق حديثي معهم بكلمة (عمي)، ولقد مسحت الشخوص وأبقيت الخلفيات والحواشي، وجعلت المارة هم الشخصيات الرئيسية، ففي هذا الفيلم أجد طريقي إلى البحر كما في الحلم، وأمشي في كل مكان، وأتجول في المدينة، وأصور كل شيء أواجهه؛ لأنني أعرف أنه لم يعد موجودًا.. إنها العودة إلى الوقت الضائع».
- فيلم (3000 ليلة) للمخرجة مي المصري
تقتفي المخرجة مي المصري في فيلمها هذا حكاية المعلمة الفلسطينية (ليال) التي يزجونها في السجن دون أن ترتكب أي ذنب، وهنالك يأتيها المخاض، وتلد ابنها داخل زنزانة السجن، وبعد فترة من الزمن يمارسون عليها ضغوطًا شديدة؛ من أجل تجنيدها كجاسوسة على زميلاتها في السجن. وهي قصة حقيقية لامرأة شابة تصارع، وتجاهد للبقاء على قيد الحياة رغم كل الصعاب. وللمخرجة رصيد فني كبير بلغ عشرة أفلام، من بينها: (يوميات بيروت) و(أطفال شاتيلا) و(أحلام المنفى).
مهرجان السينما الفلسطينية يعود إلى لندن من جديد
- ثقافة وفنون
- سيدتي - سميرة التميمي
- 26 نوفمبر 2018