يعتقد الكثيرون أن الاعتذار هو سمة من سمات الشخصية الضعيفة، ولكن هذا المفهوم خاطئ،، فالإنسان القوي هو من باستطاعته أن يبادر ليتأسف عما أخطأ به، وضعيف الشخصية هو من تأخذه العزة بالإثم ويتهرب من الاعتذار عن الأخطاء بمبررات أخرى واهية، ولكن مع ذلك ينبغي عدم الإفراط في تقديم الأسف لحد الإدمان؛ حتى لا تنخفض قيمة الشخص ونظرته لذاته، لذلك فحتى نستطيع تقديم الاعتذار بصورته السليمة علينا أن نتقن فن الاعتذار.
بيّنت أخصائية الطب التبتي والعلاج بالطاقة الدكتورة مها هاشم، بأن المرأة تميل للاعتذار أكثر من الرجل، وذلك لما يفرضه عليها المجتمع من نظرة عاطفية، وكونها الطرف الحنون المحافظ على العلاقات والأكثر تسامحاً، أما الرجل فيظن بأن الاعتذار يقلل من هيبته، وبشكل خاص فإن المجتمعات الغربية يغيب لديهم هذا الفارق، ونجد ثقافة الاعتذار طبع في هذه الشعوب فهم لا يشعرون بأن تقديم الأسف يقلل من شأنهم. بينما يلاحظ تغير الوضع عربياً بانتشار التعليم، فالاعتذار ثقافة راقية ترتفع كلما ارتفع الوعي والعلم.
أسباب الاعتذار المنطقية
أوضحت «هاشم» بأن الاعتذار يكون منطقياً حين يخطئ المرء، فالخطأ وسوء التصرف ليس شأناً يمكن تخطيه، تقول: «إن كنت ممن يقول لأحدهم أعتذر بالنيابة عن فلان، توقف واترك فلاناً يعتذر عن نفسه، ولا تتحمل ما لم تفعل، وكذلك عليك أن تعتذر إن كان تقديم الأسف سبباً سيختصر عليك الكثير من الحوارات التي لن تفضي لشيء فلا تتردد».
مساوئ الإفراط في الاعتذار
كما أكدت بأن أول المساوئ التي سيجنيها الفرد من الإفراط في الاعتذار أنه سيبدو في نظر الآخرين ذلك الشخص كثير الأخطاء، فقد يتخطى الآخرون هذه الصفة اجتماعياً لكن الأمر مختلف في مجال العمل.
وأضافت: «كذلك حتى لا يصبح الاعتذار عادةً سلبية ومتكررة بعد أن كان عادة صحية، أضف إلى ذلك أن تقديم الأسف بإفراط يقلل من الثقة بالنفس، وينبغي أن نعي بأن الحياة قد تتضمن تصرفات عديمة الكمال قد تصدر منا بشكل طبيعي، أو تصرفات غير كاملة ولكنها ليست أخطاء تتوجب أن نعتذر عنها».
الطريقة الأمثل للاعتذار
تقول هاشم: «البعض ما يزال يرفض تقديم الاعتذار، فإن أخطأ بشدة يلجأ لطرق أخرى لا يواجه فيها الطرف الآخر، كأن يرسل له رسالة أو هدية تعبيراً عن اعتذاره، ولكن في الواقع هذه الطرق لا تجدي نفعاً بمفردها وإن كانت مقبولة كمقدمة للاعتذار الفعلي في حالة الخطأ الفادح».
وتابعت: «إذن فمراحل الاعتذار السليمة تبدأ بأن يعترف الشخص بخطئه دون خلق أعذار غير حقيقية، ويتحمل مسؤولية ما فعل، مع ترك مساحة من الحوار بينه وبين الآخر؛ حتى يتمكن من معرفة موقفه من تقبل العذر أم لا، مع ضرورة الحرص أن يظهر للطرف الثاني أنه لن يعود لنفس الخطأ من جديد، وأخيراً لابد من جعل الكلام يخرج بكل بساطة وصدق دون تكلف، حينها سيشعر المتلقي بصدق المتكلم، فمهما كان الناس جادين إلا أن الجميع يملك طاقة عالية من التسامح من الداخل».