لأن الجمال أكبر بكثير مما يقدمع لنا الإعلام وبعض الشركات، التي وضعت شكل ومعايير الجمال عموماً وروجت لها، ولأنه – أي الجمال – يحتمل العديد من الأشكال والوجوه، قامت جمعية خيرية في كينيا، بتنظيم مسابقة لاختيار ملك وملكة جمال المصابين بـ«المهق»، في محاولة لتأكيد كرامة هذه الفئة من الناس التي تواجه تمييزاً في المعاملة، قد يصل إلى حد العنف والقتل أيضاً بالكثير من الأحيان، وذلك بسبب تلك الحالة الوراثية التي أصابتهم منذ الولادة.
وكان موقع «سكاي نيوز»، قد ذكر أن جمعية المهق الكينية، نظمت هذه المسابقة التي ضمت ما يقارب الـ30 متسابقاً مع عدد من الشركاء في كل من أوغندا وتنزانيا. حيث سيحصل ملك وملكة «جمال المهق» على جوائز نقدية، بالإضافة إلى العمل لمدة عام كامل كسفراء للمنظمات المشاركة.
ووفقاً لمنظمي مسابقة الجمال هذه الفريدة من نوعها، فإن المسابقة تهدف إلى التغلب على هذه الصورة النمطية للمصابين بـ«المهق»، وهي تأتي تحت عنوان «تقبلني، احتويني. أنا أستطيع». وفي تصريح للمحامي الأوغندي «أوكوي سيمون بيتر»، البالغ من العمر 26عاماً، أدلى به لوكالة «رويترز» العالمية، جاء فيه بأنه شارك في المسابقة لإظهار أن العيش مع المهق لا يجعلك شخصاً مختلفاً. وأضاف «بيتر» قائلاً: «إننا هنا بشكل أساسي لخلق وعي وللدفاع.. ولإظهار جمالنا وموهبتنا».
وبحسب منظمة الأمم المتحدة، فإن «المهق» تعتبر حالةً وراثيةً نادرةً وغير معدية، تؤدي إلى نقص نوع من أنواع الصبغة الطبيعية في الشعر والبشرة والعيون، مما يسبب حساسية عالية للشمس والضوء الساطع. وبحسب عدد من الخبراء، فإن هذه الحالة منتشرة في الدول الواقعة جنوب الصحراء بأفريقيا أكثر من غيرها. وتقدر الأمم المتحدة أن واحداً من بين كل 1400 شخص يصاب بهذه الحالة في دولة تنزانيا، وواحداً من بين كل ألف شخص في «زيمبابوي».
ومن الجدير بالذكر، أن الأشخاص المصابين بـ«المهق»، يواجهون الكثير من الصعوبات في حياتهم، حتى أن منهم من يتعرض لـ«القتل» وسرقة أعضاء من جسدهم، خاصة في بعض الدول الإفريقية، وذلك لاعتقاد الناس أن هذه الأعضاء تعطي من يمتلكها «قوى سحرية».