يحتفل العالم في تاريخ الخامس من ديسمبر من كل عام، بـ"اليوم العالمي للتربة"، وقد يكون هذا اليوم العالمي واحداً من أكثر الأيام الدولية التي يتم الاحتفال فيها خلال الفترة الحالية من تاريخ حضارتنا البشرية، وذلك بسبب ما يواجهه كوكب الأرض من مشاكل بيئية وطبيعية عديدة، وبسبب المشكلة الأكبر فيه حالياً وفي "الإحتباس الحراري"، إذ أن الاحتفال بهذا اليوم يعتبر أحد أهم أشكال التوعية، للحفاظ على كوكبنا.
وبحسب ما نشره موقع الأمم المتحدة الرسمي على شبكة الإنترنت احتفالاً بـ"اليوم العالمي للتربة"، والذي جاء بعنوان "إيقاف تلوث التربة"، أشارت المنظمة الأممية، أنه في حين يمكننا رؤية العديد من التغييرات التي أجريناها على كوكبنا، فإن بعض الآثار تكون غير مرئية، ويعد تلوث التربة مثالاً جيداً على ذلك. وتهدف حملة "كن الحلّ لتلوث التربة في يوم الأرض العالمي لعام 2018"، إلى زيادة الوعي في هذا الشأن، حيث دعت الأمم المتحدة جميع الناس إلى وقف تلوث التربة، وذلك عبر مشاركة الوسم #StopSoilPollution.
أضافت الأمم المتحدة، أنه ما يقارب ثلث التربة الموجودة على سطح كوكب الأرض حالتها متدهورة بالفعل، ويمكن فقدان المزيد منها بسبب الخطر المخفي لتلوث التربة. وتابعت أنه يمكن أن يكون تلوث التربة غير مرئي ويبدو بعيداً، لكنه يوثر على الجميع في كل مكان. ومع تزايد عدد السكان المتوقع أن يصل إلى 9 مليارات نسمة مع حلول العام 2050، فإن تلوث التربة يمثل مشكلة عالمية تتسبب في تدهور تربتنا وتسمم الطعام الذي نأكله والماء الذي نشربه والهواء الذي نتنفسه.
أهمية التربة في حياتنا
تتمتع التربة بإمكانية كبيرة لتصفية الملوثات وتحللها، كما أنها تعمل على التقليل والتخفيف من الآثار السلبية لتلك الملوثات، ولكن هذه القدرة محدودة. وتأتي معظم الملوثات من الأنشطة البشرية، مثل الممارسات الزراعية غير المستدامة، والأنشطة الصناعية والتعدين، والنفايات الحضرية غير المعالجة وغيرها من الممارسات الودية غير البيئية. ومع تطور التكنولوجيا، يتمكن العلماء من تحديد الملوثات التي لم يتم رصدها من قبل، ولكن في الوقت نفسه، تؤدي هذه التحسينات التكنولوجية إلى إطلاق الملوثات الجديدة في البيئة.
وبحسب الأمم المتحدة، فأنه لدى أهداف التنمية المستدامة المتمثلة بالأهداف "2 - 3 - 12 – 15" من جدول أعمال 2030، غايات تدعو بشكل مباشر الحفاظ على موارد التربة، وخاصة تلوث التربة وتدهورها فيما يتعلق بالأمن الغذائي. لذلك يرى الخبراء بأنه قد حان الوقت للكشف عن هذه الحقيقة المهددة. إذ تتطلب مكافحة تلوث التربة أن نوحد القوى والتحول إلى أفعال، لذلك تم هذا العام إطلاق شعار "كن الحل لمشكلة تلوث التربة".
يوم التربة العالمي..
يتم الاحتفال باليوم العالمي للتربة في 5 ديسمبر من كل عام، في مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الـ"فاو" في العاصمة الإيطالية روما، بالإضافة إلى المكاتب الإقليمية ومن خلال الفعاليات الوطنية والمحلية، حيث تقترح الأمم المتحدة، عدداً من الأفكار للمساهمة بنشاط أو فعالية عن التربة، ومنها: نشر هذه الفعالية أو النشاط الخاص بالأفراد على الخريطة، ونشر معلومات حول أهمية التربة باستخدام مواد من الحملة، بالإضافة إلى الحصول على الملصقات واللافتات والشعارات بلغات متعددة.
بدايات الاحتفال باليوم العالمي للتربة
قدم الاتحاد الدولي لعلوم التربة خلال العام 2002، اقتراحاً بإقرار الاحتفال بـ"اليوم العالمي للتربة"، ليكون في الخامس من ديسمبر من كل عام، وذلك لأهمية التربة واعتبارها عنصراً حاسماً من النظام الطبيعي، ولإسهامها الحيوي في رفاه الإنسان. وتصدرت مملكة تايلاند الجهود في ذلك المضمار، ومن ثم دعمت منظمة الأغذية والزراعة في إطار "الشراكة العالمية من أجل التربة"، تدشين يوم دولي رسمي للتربة بغرض إذكاء الوعي العالمي.
وفي تاريخ 22 يوليو من العام 2013، أقر مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في دورته الثامنة والثلاثين بالإجماع، اليوم الدولي للتربة، وطلب اعتماده رسمياً من الجمعية العامة في دورتها الثامنة والستين. وفي ديسمبر من العام نفسه، أعلنت الجمعية العامة أن يكون تاريخ الخامس من هذا الشهر يوماً عالمياً للتربة. وتنظم الشراكة العالمية من أجل التربة بالشراكة من منظمة الأغذية والزراعية فعاليات للاحتفال بهذا اليوم الهام منذ 2012.