3 موقوفات يهاجمن شرطية بطريقة هوليوودية!

قامت الموقوفات الثلاث -وهن من قرغيزستان وأوزبكستان، وتتراوح أعمارهن بين 33 و40 عاماً، عاطلات عن العمل- بتكميم وربط يدي العريفة وتهديدها؛ بغية الهرب خارج أسوار السجن.
حصل ذلك أثناء تأدية «العريف أول» لعملها المعتاد في مركز شرطة بدبي، حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء يوم الخميس، فقامت الموقوفة المدعوة «بيلوفا»، وهي متهمة بالاتجار بالبشر، بطرق الباب الداخلي للتوقيف. تتابع العريفة: «قالت إنها تريد القيام باتصال هاتفي، وعندها قمت بفتح الباب لها؛ خرجت أيضاً المدعوة «ميرا» الموقوفة معها، والتي قامت بإلهائي عن المتهمة الثانية، ودخلت إلى المكتب المخصص لي، وعندها وردني اتصال، وبينما أنا أتحدث بالهاتف، خرجت المتهمة الثالثة المدعوة «إينوياد» والمتهمة بالعودة إلى البلاد بعد إبعادها، واتجهت ودارت حولي، وقامت بتقييد يدي من الخلف».

هستيريا
المتهمة «إينوياد» أخذت المفاتيح من جيب العريفة، ومن ثم ساعدتها زميلتها بتكميم فمها؛ حتى لا تتمكن من طلب النجدة، وقمن جميعهن بدفعها على أحد الكراسي الموجودة في الغرفة، وفي اللحظة نفسها جلست إحداهن على ظهرها.
العريفة التي تعمل في مركز التوقيف، منذ ستة أشهر، كانت تقاوم بكل ما أوتيت من قوة، حتى استطاعت إخراج ما بداخل فمها. وصرخت ما جعل أفراداً من المركز يسمعون صوتها، وهو ما دفع الموقوفات لتركها.
وعندما سألنا العريفة عن مدى احتياطها، كان عذرها أن الهروب من المركز أمر غير وارد الحدوث في دبي، فالإجراءات شديدة وهناك أكثر من بوابة ونقطة تفتيش، وخروجهن من غرفتها وأخذ المفاتيح لا يعني قدرتهن على الهرب من المكان. تتابع العريفة: «كل ما أعلمه أني تعرضت لموقف لا أحسد عليه، خاصة أنني ما زلت مستحدثة في المكان».

فكرة تراودني
لبطلات الحكاية رأيهن؛ فـ«ميرا»، 33 سنة، التي تواجه إلى جانب تهمة الاتجار بالبشر الآن محاولة الفرار من الحجز القانوني، والتعدي على موظف رسمي بالقوة، قالتها بصراحة: «كانت تراودني فكرة الهروب من التوقيف، وقد سنحت لي الفرصة أكثر من مرة، ولم أقدم عليها، وتشاركني ذات الأفكار نزيلة أخرى في المركز، وقبل الواقعة بخمسة أيام حضرت امرأة جديدة، وهي من المحرضات على فكرة الهرب، وبالفعل خططنا لذلك».
أما «بيلوفا»، الموقوفة أيضاً بتهمة الاتجار بالبشر، فأنكرت المخطط، وادّعت أنها يوم الحادث فوجئت، عندما دخلت إلى حجرة العريفة، تتابع: «عندما دخلت وجدت إينوياد الأوزبكستانية تقف فوق العريف وتثبتها على الأرض وتعتدي عليها بالضرب، ولم أشارك في الفكرة، كما قالت زميلتاي، ولم أسمعهما يخططان لذلك».

بكل هدوء ورضاء ادّعت «بيلوفا» أنها ليست بحاجة إلى قضايا أخرى تجعل فترة نزولها في السجن أطول.
ولـ«إينوياد»، وهي موقوفة بسبب عودتها إلى الدولة بعد صدور قرار بإبعادها، روايتها الخاصة؛ فقد اتهمت زميلتيها بالتخطيط للهرب دون علمها، تتابع «إينوياد»: «كنت وقتها أجري المكالمة الخاصة بي، وكانت «بيلوفا» جالسة داخل مكتب جلوس الشرطيات، وبعدها دخلت «ميرا»، وحينها سمعت صراخ العريفة، ولم أكن أعلم بما يخططان له».

شهود عيان
أثناء وجود الشرطي أول «صالح» يوم الخميس الساعة الثامنة والنصف مساء على رأس عمله كمحقق جنائي، لدى قسم التحقيق بمركز الشرطة، سمع صوت الإنذار الخاص بالطوارئ، حيث تبين له أن مصدر الصوت صادر من توقيف النساء الخاص بالمركز، عندها اتجه الضابط المناوب وبرفقته مجموعة من أفراد الشرطة، وتبين له أن الزميلة «العريف» قد تعرضت لاعتداء من قبل الموقوفات الثلاث.
تم تكليف الشرطي أول «صالح» من قبل الضابط المناوب بتدوين أقوال السجينات المعتديات، وخلص بعد الحديث معهن إلى أن هناك اتفاقاً مسبقاً للفرار، وكن بانتظار الشرطية المناسبة والوقت المناسب أيضاً، وقد خرجن يوم الحادث من الحجز؛ بحجة إجراء مكالمات هاتفية مع ذويهنّ، وبالفعل دخلت اثنتان الحجرة مع العريفة، وبقيت واحدة خارج الحجرة؛ بناء على اتفاق مسبق لتنفيذ خطتهن الإجرامية. يتابع الشرطي أول: «قمن من الداخل بتقييد العريفة من الخلف، بل والجلوس على ظهرها، لكن صراخها فضح المخطط، كما أن إحدى المتهمات استخدمت مفك براغي؛ لتهديد المجني عليها في حال عدم توقفها عن الصراخ، لكنهن فوجئن بحضور رجال الشرطة والقبض عليهن، وعندما أدركن أن الخطة فشلت، قامت كل واحدة بالتخلص مما لديها من مفك براغي، وقطعة قماش استخدمت لتكميم فم العريفة ولتوثيقها من يديها».

القصة رغم أنها انتهت بفشل ذريع، لكن بقيت مادة دسمة للحديث والضحك بين نزيلات المركز والعاملين فيه...