أسباب الدوخة عند النساء عديدة. والدوخة الحقيقية وحتى إن لم تستمر طويلًا فهي تستدعي استشارة الطبيب لتحديد السبب.
تعرّفي في الآتي إلى أسباب الدوخة عند النساء:
عند زيارة الطبيب بعد الشعور بالدوخة أو عدم التوازن، سوف يُجري فحصًا شاملًا لاستبعاد الأسباب المحتملة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، أو الأمراض العصبية التي تسبب عدم التوازن هذا، سواء كان الأمر ملحًّا أم لا: أمراض السكري وضغط الدم والأنيميا (فقر الدم)، وأمراض الروماتيزم، والأمراض العصبية والأوعية الدموية، أو الآثار السلبية لبعض الأدوية، أو حتى أمراض جسدية أخرى. وإذا لم يكشف الفحص عن أيٍّ من الأمراض السابقة، فقد يوجه الطبيب اهتمامه إلى تشخيص الأصل المحيطي (الطرفي) لمشكلة عدم التوازن.
يهدف التحقيق والفحص السريري إلى تحديد أيّ عناصر استقبال الحسّ العميق- الثلاثية- العين –الأذن، تعاني خللًا ما وفي أي جانب منها. والتحقق الدقيق يسمح بناءًا عليه بالتحديد بشكل دقيق، الظروف التي تؤدي إلى عدم التوازن: هل هي نوبة واحدة من الدوار وكم من الوقت استمرت ومتى حدثت بالضبط؟
كما يهتم الطبيب بالعلامات الأخرى المرافقة للدوار مثل فقدان القدرة على السمع، أو الطنين في الأذن، والشعور الكامل بالأذن وإفرازات القيح وغيرها. ويشمل الفحص كذلك المشي والعينيْن والأذنيْن، فمن شأن ذلك أن يسمح بإجراء تشخيص في أكثر من 80 في المئة من الحالات. ويمكن للطبيب العام أن يحوّل المريض إلى أخصائي العلاج الطبيعي، أو إلى طبيب مختص في الأنف والأذن والحنجرة، إذا كانت هناك ضرورة إلى إجراء المزيد من الفحوص.
من أين تأتي الدوخة؟
العين والأذن توفران الإشارات البصرية والسمعية حول البيئة، لتفادي العوائق أو التغلب عليها. والجزء الداخلي من الأذن يعطي الإشارات حول توجيه الجسم في الفضاء أو المكان، وتغيير موضعه أو مركزه. وتوفر العضلات والأوتار المعلومات حول ميل وملمس الأرض ومركز الأطراف في كل لحظة.
وعندما يكون هناك نقص في أحد المؤشرات أو الدلائل، فإنَّ النظام بأكمله يصبح غير متوازن ويقدم تحليلًا غير مكتمل، وهذا يسبب ارتباك نظام التوازن. وإذا لم يكن التحقق والفحص كافيًا، فإنَّ الاختصاصي يلجأ إلى استخدام أدوات أخرى، وخصوصًا فحص الأذن الداخلية والوظائف الحركية المركزية بواسطة مقياس أو جهاز الفيديوVideonystagmography والذي يسمح بتحليل أيّ تناقضات موجودة وتحديد المنطقة التي لم تعد تعطي المعلومات الضرورية.
ويمكن أن يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي على تحديد المشكلة، ولكن يجب أن يكون بروتوكول التصوير دقيقًا أو يُعهد به إلى فريق متخصص، لتفادي إجراء فحوص مكلفة وغير ضرورية عندما لا تقدّم هذه الوسيلة الإجابات المتوقعة.
وإذا كان من الممكن تحديد النظام الذي يشوبه الخلل في الغالبية العظمى من حالات الدوار، إلا أنه ليس من الممكن دائمًا تحديد موقع المشكلة بالضبط، أو فهم لماذا ظهرت. وفي مواجهة الشيخوخة، فإنّ نظام التوازن بأكمله يفقد فاعليته في بعض الأحيان. وحتى إن لم يتوافر علاج محدد، فإنّ كل مريض يمكنه إعادة برمجة هذا النظام المعقد، بتحسين المعلومات التي يوفرها النظام سواء بالدلائل أو الممارسات المنتظمة، ويرى أيًّا منها سينجح لاستعادة التوازن المطلوب.