قالت دراسة برازيلية لمعهد /كاردوزو/ المختص بالدراسات الاجتماعية والزوجية أنه إذا تساءلنا ما الأسرع في الوصول إلى النفس الإنسانية الاكتئاب أم السعادة؟ فإن الجواب سيكون الاكتئاب؛ لأن الإنسان مصمم دائماً للعمل والكفاح والنضال بشكل شاق للحصول على لقمة عيشه، والاغتناء بأسرته، وحماية أبنائه وتحمل مسؤوليات أخرى كثيرة تجاه المجتمع والأمة التي ينتمي إليها، ولهذا فإن الأمور المزعجة تأتي بسرعة؛ لأنها كثيرة ومتنوعة ومتشعبة وأسبابها معقدة، أما السعادة فهي بحاجة إلى حافز قوي للقدوم، ذلك لأنها أصبحت تحت رحمة معوقات كثيرة تصب في خانة الاكتئاب، وتعتبر من العقبات الرئيسية لوصول السعادة إلى داخل النفس الإنسانية.
هرمونات السعادة وهرمونات الاكتئاب
استنادا إلى آراء كثير من الخبراء الاجتماعيين والأطباء النفسيين، بأن الهرمونات المسببة للاكتئاب قد تكون قوية جدًا ولكنها لا تصمد كثيرًا إذا ما واجهتها زيادة معتبرة في هرمونات السعادة المتعددة، ولذلك فإن الحزن مثلاً هو من أعراض الاكتئاب، يأتي ويذهب بسرعة إذا كانت هناك مبررات قوية للسعادة جاءت في الوقت المناسب، فحتى الحزن الذي يسببه وفاة إنسان عزيز سرعان ما يتلاشى إذا جاء إنسان آخر وأعطاك نصيحة حول أن الموت حقيقة مطلقة ويتساوى أمامها الجميع، وربما يكون حلاً لأمر عميق لا نعرفه، أما السعادة فهرموناتها أقوى وأسباب بقائها أثبت، ولذلك يقول بعض الناس بأنه لا أحد يستطيع أخذ مشاعر السعادة التي أشعر بها.
واستنادا إلى آراء طبية بأنه ليس هناك مجال لزيادة هرمونات الاكتئاب؛ لأنه ليس من السهل التلاعب بها في الجهاز العصبي للإنسان لأنها قاتمة، أما هرمونات السعادة فقد ثبت بأنه من الممكن التلاعب بها وزيادتها لدرجة كبيرة.
هرمونات السعادة تقضي على الاكتئاب
هل هذا صحيح؟ تساءلت الدراسة، ثم تابعت تقول إنها صحيحة على المدى الطويل، وتقضي تماماً على الاكتئاب عند المرأة بشكل خاص؛ لأنها تستجيب لنداءات العواطف والمشاعر أكثر من الجنس الآخر، ولكن السؤال الكبير هو كيف يمكن زيادة هرمونات السعادة؟
طرق طبيعية
قالت الدراسة إن هناك نحو عشرة هرمونات مسؤولة عن السعادة ضمن الجهاز العصبي للإنسان، ولكن أهمها هو هرمون /السيروتونين / الذي يعمل على تحسين الحالة النفسية للإنسان ويجعله في مزاج أفضل، وقد تمكن العلماء من اكتشاف مجموعة من الطرق التي تساعد على رفع مستوى هذا الهرمون في الجسم بطريقة طبيعية من دون تناول أدوية تحفز على ذلك.
ومن هذه الطرق:
أولاً، ممارسة الرياضة
يؤكد العلماء وجود علاقة وثيقة بين الرياضة وهرمون السعادة، وأهم هذه التمارين هي السباحة والجري والمشي ثم التمارين الأخرى التي تخلص الجسم من الإجهاد والتعب.
ثانياً، ممارسة اليوغا
فهي تخلص الجسم من مشاعر التوتر والغضب وتحفزه على إفراز هرمون السعادة بحيث يشعر الإنسان بالسلام الداخلي والسعادة.
ثالثاً، التعرض لأشعة الشمس
إن التعرض لأشعة الشمس لمدة ثلاثين دقيقة في اليوم يساعد على ضبط الساعة البيولوجية للجسم وهذا ما يضمن إعادة توازنه وتحفيز المخ على إفراز هرمون /السيروتونين/ على وجه الخصوص.
رابعاً، تناول الحلويات
إن الأطعمة الغنية بالسكريات تحفز المخ على إفراز السيروتونين، وبالتالي مساعدة الجسم على التقليل من الضغط النفسي والاكتئاب، فتشعر المرأة والرجل بحالة من الرضا والسعادة.
خامساً، الإكثار من تناول أوميغا 3
يعتبر الأوميغا 3 واحدة من الأحماض الدهنية غير المشبعة، التي تتواجد في الأسماك والمكسرات والفاكهة المجففة. وثبت بأن هذه الأحماض تحفز الجسم على زيادة إنتاج هرمون السيروتونين المسؤول عن الشعور بالسعادة.
سادساً، الخضوع لجلسات تدليك
فلجلسات التدليك فوائد كثيرة أهمها التخلص من التوتر والعصبية.
سابعاً، التفكير الإيجابي
إن الأفكار السلبية تتسبب في حدوث حالة مزاجية مزعجة، ولكن الإيجابية في التفكير تحسن هذا المزاج وتحفز هرمون السعادة على التضخم.