أشباح تطوف أبراج دبي!

أنت أمام حلّين، إما أن تغفري له، وإما تدعي الشرطة لتكبله بالأغلال، ولكن هل يمكن تكبيل الأشباح أصلاً، هذا ما تتابعه «سيدتي» في قصة هذا الأسبوع.

سرعان ما لملم حازم، صاحب شركة خاصة، شتات نفسه فتلك الليلة لم تكن اعتيادية بالنسبة له.. لقد كانت مليئة بقصص الأشباح والجن وعالم الخيال! بهدوء وترجٍ قال الزوج ممتعضاً: «أرجوكِ غيري الفيلم، فأنا أخاف الأشباح، ردت عليه الزوجة (يمار) غير مبالية: لكن أنا أحب هذا النوع من الأفلام فهو مليء بالغموض، والإثارة، فاستمر الزوج بالامتعاض، واستمرت الزوجة بمتابعة الفيلم حتى نهايته».

مقطوعة الرأس
كان فيلماً وثائقياً يروي قصصاً عن مشاهدات الأشباح، ويتابعانه من أحد أبراج دبي العالية وهو عن أشباح بدأت تنتشر خلال القرون الوسطى، والقرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين. كانت زوجته تقنعه بأن كل ما يروى صحيح، وأن أكبر مثال على صدق هذه المشاهدات قصة القس الروسي ديمتري التي ظلت مثالاً حياً لوجود هذه الظاهرة لفترة طويلة. ففي عام 1911م، وفي ليلة من ليالي الشتاء شاهد القس ديمتري المشهور بصدقه امرأة جميلة شابة طلبت منه أن يدلها على الطريق، وسرعان ما فعل ذلك، ولكن الصدمة عندما انتبه إلى أن رقبة المرأة تنزف دماً. وتأكد بعد فترة أنه في الليلة السابقة قد قتلت فتاة شابة من النبلاء تحمل صفات الفتاة التي شاهدها، وقد قطع رأسها بالكامل عن جسدها!!

لا مفر!
أقنعت الزوجة زوجها بضرورة الإنصات، وطلبت منه مشاهدة القصة التالية في الفيلم، والمتعلقة بشبح الرئيس الأميركي إبراهام لنكولن الذي اغتيل عام 1865!! فقد كان أول ظهور موثق له قبل أزمة «الكساد الكبير» في الثلاثينيات، حيث ذكرت غريس زوجة الرئيس كالفين كوليدج أنها شاهدت شبح لينكولن يطل من نافذة المكتب البيضاوي في البيت الأبيض إلى نهر البوتوماك.
الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان شاهد الشبح قبل أسبوع من اتخاذ قراره بإلقاء القنبلة النووية على هيروشيما!!
قال لها الزوج: «هل تريدين إقناعي أنت ومن أنتج هذا الفيلم بأن الأشباح موجودة؟ أنا لا أريد تصديق كل هذه الخرافات.. لا أعتقد أن شيئاً من هذا قد حدث فعلاً.. كلها أوهام.. فما علاقة ظهور شبح الرئيس لنكولن بالكساد، والحرب العالمية الثانية، وقنبلة هيروشيما؟».

تهديد
لم تشأ الزوجة بابتسامتها اللعوب أن تضغط على زوجها الذي بدا الخوف عليه، ولكنها قالت: «سوف تقتنع عندما يراودك شبح ما في يوم من الأيام».
أنصتي جيداً، رددها الزوج، وتابع: «إن معظم البيوت المسكونة بالأشباح، والتي يكون حولها مجار مائية تمر على صخور الغرانيت، فإن احتكاك الماء بهذه الصخور يولد طاقة كهرومغناطيسية تؤثر على عقول ساكني المنزل، الأمر الذي يجعلهم في حالة أشبه إلى الهلوسة».
هنا قالت لزوجها: انظر جيداً.. هذه الصورة هي الدليل على حقيقة وجود الأشباح..!!
تابع الزوجان الفيلم، ففي قصر نورفولك في بريطانيا شوهد شبح سيدة سمراء، هي أحد الأشباح المصورة في التاريخ على الرغم من أنها لم تُر منذ سنة 1936.
المشاهدة الأولى أبلغ عنها من قبل ضيف هو العقيد لوفتس قال إنها كانت تلبس رداءً حريرياً، وكانت عيناها عبارة عن تجويفين فارغين مظلمين.
أما المشاهدة الثانية فمن قبل الكابتن فريدريك ماريات، الذي لمح السيدة على مدخل الطابق العلوي، وكان وصفه لها مطابقاً لوصف العقيد لوفتس باختلاف أنها في هذه المرة كانت تمسك بيدها فانوساً، وعندما أطلق رصاصات مسدسه كلها عبرت من خلال الشبح.
صورة السيدة التقطت على يد الكابتن أندريه شيرا، وبرو فاند اللذين كانا يعملان مصورين. قالت الزوجة: «أرأيت، قل لي الآن ما رأيك؟».

صديق نائم
انسحب الزوج حازم بعد الفيلم، وكعادته استيقظ مبكراً للذهاب للعمل بعد ليلة مليئة بالكوابيس عن الأشباح، ارتشف قهوته واستعد للخروج عندها استوقفته خادمة المنزل، وقالت له: «لقد جاء أحد أصدقائك ليلاً قبل قدومكما من الخارج، ونام في الغرفة المجاورة لكنه غادر منذ قليل!».
ارتسمت على وجهه ملامح الرعب، فلم يحصل وأن جاء أحدهم من دون إذنه. تراءى إلى ذهنه قصص الأشباح التي رآها في الفيلم، خطر بباله أن يسأل الخادمة عن أوصاف هذا الرجل، وماذا فعل.. فأخبرته كيف أنه دخل غرفة النوم، وأخرج غطاءً له، وصرخ عليها عندما حاولت أن تسأله عما يريد، وإذا كان صاحب البيت له علم بدخوله.

كاميرات
سرعان ما تبادر إلى ذهنه كاميرات المراقبة الموزعة في البرج الذي يقطنه، فالأشباح يمكن أن تظهر في الصور كما شبح السيدة السمراء.. لكن الكاميرات تبث بثاً مباشراً على الشاشة أمامه، ولربما كان هذا الشخص قد مر أمام الكاميرا ولم يكن موجوداً حينها.
وعندما استيقظت زوجته وسمعت الحكاية تذكرت بلمح البصر وقائع الفيلم كما فعل زوجها من قبلها، وإذ بها تقول: «ألم يكن الباب غير مقفل عندما جئنا ليلاً، وبدخولنا أقفلناه؟».
هنا توجها مرة أخرى لحارس الأمن، وطلبا منه التذكر ما إذا كان قد رأى رجلاً بالصفات التي ذكرتها الخادمة، وسرعان ما تذكر أن رجلاً بهذه المواصفات قد دخل البرج وقد كان يترنح كأنه مخمور، قال الحارس: «هو من سكان البرج أصلاً».
تبين للجميع بعد معرفة رقم الشقة التي يقطنها الجار «الشبح» أنه دخل بالخطأ منزلهما الموازي لمنزله ولكن في طابق أعلى، واتجه ناحية غرفة النوم ونام بكل بساطة، اعتذر منهما، مبرراً ما فعله بأنه حالة خاصة.
وما أضحكهما أن «الشبح المزعوم»، والذي أرعبهما في بداية الأمر كان حاضراً في المنزل عند مشاهدتهما لفيلم الأشباح.