علاج الوسواس القهري بات أكثر فاعلية من السابق، لذا، يجب عدم التردد في طلب المساعدة من الطبيب النفسي لعلاج هذا الاضطراب العصابي.
يتميز الوسواس القهري بأفكار استحواذية وطقوس يمارسها المريض بطريقة متكررة، من دون أن يتمكن من أن يمنع نفسه من القيام بها، على الرغم من أنه غالبًا ما يدرك ذلك. وفي الحقيقة فإنَّ أية محاولة للهروب من هذه السلوكيات القهرية الطقوسية، تسبب معاناة الشخص اضطراب الوسواس القهري، وهي حالة شديدة من القلق يمكن أن تتحول إلى نوبة هلع.
القلق الذي يسبب اضطراب الوسواس القهري
قبل أن يكون القلق نتيجة، فإنه سبب لاضطراب الوسواس القهري: لأنّ الشخص يريد الهروب من القلق وينتهي به الأمر بمعاناة الهوس، أو تستحوذ عليه الأفكار بشأن مسألة ما (مسألة النظافة على سبيل المثال)، وأثناء محاولته محاربة هذا الهوس أو الاستحواذ، تتحول الأفكار إلى سلوك قهري متكرر (تكرار غسل اليدين).
وقد يحدث أن يختفي الفكر الاستحواذي أو لا يعود محددًا، ولكنّ الحاجة الملحة إلى أداء السلوك أو القيام بالفعل الذي تمَّ فرضه على الفرد، تبقى قائمة. وفي جميع الأحوال فإنَّ إدارك السلوك يوفر عامل استرخاء فوري ولكنه موقت، وسرعان ما ينبثق صراع القلق، وتستولي على الشخص الحاجة الملحة إلى تهدئته عن طريق السلوك القهري أو الطقوس.
اضطرابات الوسواس القهري الأكثر شيوعًا
تتعلق الوساوس القهرية الأكثر شيوعًا بالتحقق والنظافة (وخصوصًا الخوف من التلوث) والميل إلى النظام، والمثالية إلى حدّ ما. وأكثرها انتشارًا هي طقوس غسل اليدين والتحقق.
- غسل اليدين بشكل متكرر وتنظيف كل شيء يأتي من الخارج، وعدم القدرة على الأكل في طبق شخص آخر، وفقط من طبقه (المريض) الخاص، والاستحمام مرات عدة خلال النهار.
- التحقق من إغلاق الأبواب (والذي قد يتطلب من الشخص إعادة صعود الدرج عشر مرات للتأكد من إغلاق الأبواب) أو من إغلاق الغاز أو السيارة.
- كتابة قوائم منسوخة من دون توقف.
كيفية تطور اضطراب الوسواس القهري
يبدأ هذا الاضطراب بطريقة تدريجية تمامًا، على شكل غزو أو هجوم، أو يتحكم بالشخص بسرعة بعد التعرّض إلى صدمة. ويصيب هذا الاضطراب فئة الشباب: 60 إلى 70 في المئة من الأشخاص الذين يعانون اضطراب الوسواس القهري، يصابون به قبل سن 30 عامًا، وبنسبة 50 في المئة قبل سن 18 عامًا. قد يكون السبب عوامل عائلية أو وراثية، ولكن أيضًا هناك أطفال يصابون باضطراب الوسواس القهري ضمن عوائل لم يسبق لأحد من أفرادها أن أصيب بهذا الاضطراب.
علاج اضطراب الوسواس القهري
في أغلب الأحيان يلجأ المصابون باضطراب الوسواس القهري إلى استشارة الطبيب بوقت متأخر جدًّا، عندما يصبح الاضطراب حادًّا، قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، أو بسبب مشاكل متعلقة بالجلد، بسبب الغسل المفرط لليدين على سبيل المثال. ومع ذلك من الأفضل أن نقلق على الأرجح بشأن ما لم يعد "هوسًا صغيرًا" عندما لا يعود باستطاعتنا السيطرة عليه.
ويُنصح بالعلاجات المعرفية السلوكية بقوة لمعالجة اضطراب الوسواس القهري، المرتبط فقط بالأفكار والإيماءات. ويخصص المعالج سلسلة من الجلسات "التوجيهية" لمواجهة المريض بأفكاره الاستحواذية، والحالات أو المواقف التي تستحوذ عليه، للسماح له لوضع منظوره الخاص لسيناريو الخطر. وهذا السيناريو (وبمساعدة المعالج) يتمثل في محاولة المريض التغلب على الحاجة الملحة لممارسة السلوك القهري. ويجب أن تدوم الجلسات إلى فترة معينة، لإتاحة المجال للمريض لكي ينجح في إدارك قلقه هذا، من دون أن يلجأ إلى ممارسة طقوسه.
كما أنَّ اللجوء إلى مضادات القلق ومضادات الاكتئاب، قد يساعد كذلك على علاج اضطراب الوسواس القهري.
وأخيرًا، فإنَّ مجموعات التحدث مع الأشخاص الذين يعانون أيضًا اضطراب الوسواس القهري، تساعد كذلك على مساعدة بعضهم البعض على التفهم والخروج من العزلة المرتبطة بالشعور بالخجل.