بات الناس يبالغون ماديًّا ومعنويًّا في معظم المناسبات الاجتماعية، ولعل هذا أصبح واضحًا وملوسًا خاصة بعد استعانتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، لكن أن تصل المبالغة إلى مجالس العزاء فهو بالتأكيد أمر مرفوض، وغير مقبول من الناحيتين الدينية والاجتماعية؛ ومؤخرًا طالب المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء "الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع" بإعادة النظر وتصحيح المفاهيم حول مظاهر البذخ والتكلف والمبالغة في إقامة مجالس العزاء ومناسبات الوفاة، محذرًا ومنتقدًا بشدة في هذا الصدد من المبالغة في إقامة مجالس العزاء التي تصل إلى حد وصفه لها بـ"حفلات توديع الموتى".
وقال "المنيع" في برنامج "فتاوى" التلفزيوني والذي يعرض على القناة السعودية يوم أمس:" هذا العمل باطل وهو بدعة، والذين يقومون بذلك هم في الواقع يمكن أن نصفهم بأنهم يقيمون احتفال وداع لقريبهم والعياذ بالله"، موضحًا أنه لا بأس بتقديم التعازي في المقبرة أو العمل أو المسجد أو المنزل وعدم تكرارها؛ لكن المنكر أن نقلب العزاء إلى سراء ورخاء وموائد وضحك ونكات".
كما دعا "المنيع" إلى الاقتداء بسنة الرسول ﷺ وأصحابه -رضوان الله عليهم- فلم يقيموا مجالس عزاء، ولم توجد لديهم مظاهر التكلف والولائم التي نشاهدها اليوم، مثل: استئجار الكراسي، وإجراء الأحاديث، وطرح النكت، وضحك، والأطعمة، واستئجار قارئ للقرآن الكريم ولا تجد من يستمع إليه.
وأشار "المنيع" إلى أنّ كثيرًا من الناس يحولون العزاء إلى شبه احتفالات، ويقدمون فيها الكثير من مقتضيات الضيافة، مبينًا أنّ "العزاء" مواساة لأهل الميت وأقربائه والتخفيف من مصابهم والدعاء لميتهم بالرحمة وطلب الصبر والاحتساب عند الله على فقده ورحيله؛ فهم في حالة حزن واضطراب نفسي. مضيفًا:" العزاء مواساة قريبك أو جارك أو زميلك أو صديقك تعزيه في ميته، وتشد على يده بالصبر والرضى والسلوان وتدعو لفقيده بالرحمة والمغفرة، هذا هو العزاء، أما ما هو مشاهد لدينا حاليًّا مع الأسف الشديد في كثير من مناسبات الوفاة ومجالس العزاء فهو في الواقع خارج عن ملة رسولنا ﷺ ويعتبر باطلاً وبدعة ومن العادات السيئة المتعلقة بتكليف أهل الموتى ما هم في غنى عنه، فهم ليسوا في حال فرح وابتهاج ونحو وذلك، وإنما هم في حال حزن، فهذا لا يصح من الناحية العقلية، ولا يهضم هذا التصرف عاقل".
المنيع": "حفلات توديع الموتى" خروج عن الملة
- أخبار
- سيدتي - أمامة إبراهيم
- 24 يناير 2019