كل ما في الأمر، أن يدَ الله مُدّت إلى الطفل الأمريكي «كاسي هاثوي»، بأغرب الطرق الممكنة، هذا قد يكون وصفاً ملائماً لما حدث مع «هاثوي» خلال اليومين الماضيين، حيث تجسدت رحمة الله بهيئة أكثر المخلوقات شراسة وفتكاً، التي كانت في تلك اللحظات، عوناً رحيماً لطفل صغير تائه في الغابات. هذه ليست قصة مقتبسة عن القصص الشهيرة كـ«ماوكلي» أو «طرزان»، بل حادثة حقيقية وقعت في غابات ولاية «كارولينا الشمالية» في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب ما ذكره موقع «سكاي نيوز»، نقلاً عن صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، فقد بدأ الأمر عندما تم الإعلان عن فقدان الطفل الأمريكي «كاسي هاثوي»، البالغ من العمر ثلاثة أعوام فقط، يوم الثلاثاء الماضي 22 كانون الثاني / يناير 2019، في إحدى غابات مقاطعة «كرافين» في ولاية «كارولينا الشمالية»، وطوال يومين كاملين، حين كان مع أسرته في زيارة لجدته، لم يستطع أي أحد العثور عليه أو معرفة أي أمر قد يدل على مكانه، حتى أن هذه الظروف الجوية السيئة، أجبرت فرق الإنقاذ والمتطوعين على إيقاف البحث عن «كاسي» لفترة من الوقت.
كل ذلك كان في ظل درجات حرارة باردة جداً وصلت أحياناً إلى «ما دون الصفر»، وفي منطقة غابات، من المعروف عها بأنها موطن لـ«الدببة السوداء»، التي غالباً ما تكون شرسة مع الدخلاء في مناطق وجودها وانتشارها. وعند العثور على «كاسي»، صرّحت شرطة المقاطعة، وأسر الطفل الأمريكي الذي كان مفقوداً، تأكيده بأنه لولا الدببة لكان ميتاً الآن، حيث قال الطفل عمّا حدث معه في الغابة عقب العثور عليه: «أصدقائي الدببة ساعدوني طوال الوقت».
من جهته، أكد «تشيب هيوز»، شريف مقاطعة «كرافين» عند العثور على «كاسي»، بأن الطفل الذي كان مفقوداً كان قد أبلغهم بأنه كان «برفقة أصدقائه الدببة في الغابة». وهو الأمر نفسه الذي كررته وادعته عمة الطفل «برينا هاثوي»، والتي كتب على صفحتها في موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» عقب العثور عليه: «إن الله أرسل له صديقاً ليحافظ على سلامته.. إن الله رحيم».
شريف المقاطعة «هيوز»، قال بأن المعلومات حول «كاسي»، تفيد بأنه كان يلعب مع طفلين آخرين في الحديقة الخلفية لمنزل جدته، لكنه اختفى بشكل مفاجئ، ولم يعد إلى المنزل مع الطفلين. وأضاف «هيوز» أن الطقس كان بارداً للغاية، وأن «كاسي» لم يكن يرتدي الملابس الملائمة التي من الممكن أن تحميه وتقيه من البرد، وبدأت عمليات البحث عنه باستخدام المروحيات وطائرات الـ«درون» وفرق الإنقاذ بالإضافة إلى المتطوعين.
وتابع «هيوز»، استمر البحث حتى اليوم التالي من فقدان الطفل، ولكن يوم الخميس 24 كانون الثاني / يناير، بدأت حالة الطقس تزداد سوءاً، وهو الأمر الذي دفع السلطات إلى إعادة المتطوعين، والطلب منهم التوقف عن أعمال البحث والإنقاذ، إلى أن يتحسن الطقس من جديد. وبعد ذلك، نجحت فرق الإنقاذ أخيراً في العثور على «كاسي»، حيث عُثر عليه في مجرى مائي، وكانت المياه حينها تصل إلى خصره تقريباً، وخلالها لم يتعرض الطفل إلا إلى خدوش وسحجات بسيطة وكل ما طلبه عند العثور عليه هو بعض الماء للشرب ووالدته.