دائماً ما يكون من المذهل ظهور أشياء ولحظات من الماضي السحيق قبل مئات أو آلاف السنين في وقتنا الحاضر، فكأنه صورة محنطة أو جزء مسروق من تلك الحقب الغابرة. ومؤخراً اكتشف عدد من علماء الآثار البرتغاليين، الذين كانوا ينقبون قرب أحد أشهر المطاعم في العاصمة البرتغالية لشبونة، مقبرة رومانية كبيرة للغاية، تضم العديد من الهياكل العظمية التي تعود في تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، وكان ذلك إلى جانب الكثير من الآثار الأخرى.
وبحسب ما نقله موقع «سكاي نيوز» عن وكالة الأنباء العالمية «رويترز»، بأن اكتشاف هذه المقبرة الرومانية التاريخية، تم بعد أن قرر مُلّاك المطعم البرتغالي الشهير «سولار دوسبريسونتوس»، الذي كان قد تأسس خلال العام 1974 في مركز لشبونة التاريخي، القيام بعمليات توسيع له. وحينها بدأت تظهر هذه الآثار شيئاً فشيئاً، وعلى الفور، ومن أجل استخراج الموافقة على التوسعة، طلبت سلطات المدينة من فريق من علماء الآثار القيام بمسح للمنطقة.
ومن جهته، قال عالم الآثار البرتغالي «نونو نيتو»، الذي يعمل في شركة «نيوبيكا» التي نفذت التنقيب على عمق يقارب الـ 6 أمتار: «ما عثرنا عليه كان مفاجأة كبيرة.. مستوى الحفظ رائع ومجموعة الآثار التي وجدناها كانت خرافية». وتبيّن أن المقبرة تضم 25 هيكلاً عظمياً، و35 قطعة من الرفات المحروقة، بالإضافة إلى قطع من الفخار والعملات التي كانت تستخدم في مراسم الدفن. وتم نقل كل الآثار إلى مختبر الأبحاث بالشركة التي نقلتها فيما بعد إلى مجلس المدينة.