نساء انتصرن على الأمية!

فما شعار اليوم العالمي لمحو الأمية هذا العام؟ قصص من الحياة لنساء خضن هذه التجربة. 

في السعودية:  حسب إحصائية رسمية، كان عدد مراكز محو الأمية من قبل 5 سنوات 145 مركزاً، وعدد الخريجات 6624 طالبة، ووصل هذا العام إلى 121 مركزاً، وعدد الخريجات 6138 طالبة. 

مطالبات بوظائف ثابتة
هن يؤمنّ، بالقول: تعلَّمي فإن العلم أزْين للفتاة...من الحِلَّة الحسناء عند التكلُّمِ
ولكن ثريا زيدان، موظفة في قطاع خاص، جاءها نصيبها في الزواج، بعد أن أنهت المرحلة المتوسطة، ورزقت بطفلين. وبالرغم من ازدياد مسؤوليتها إلا أنها كانت ترغب في إنهاء تعليمها. لكن زوجها رفض بحجة البيت والأولاد، فانقطعت 10 سنوات عن الدراسة، ثم تأزمت الحالة بينها وبين زوجها، فوصلا للطلاق. 
زوج ثريا، التي بلغت الأربعين، استغنى عنها بسهولة، كما قالت، وهذا ما كرَّس إحساسها بأنها ضحت بكل شيء لأجل لا شيء! تتابع: «قررت أن أبني حياتي من جديد، واشتركت في مدارس محو الأمية وأنهيت الثانوية العامة، وحصلت بعدها على بكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز قسم آداب لغة إنجليزية. والآن أعمل كمترجمة براتب ممتاز في إحدى المدن الاقتصادية». 
يوجد داخل جدة مركز أو مركزان لمحو الأمية في كل حي، وهي تابعة لمنظمة اليونيسف واليونسكو العالمية للأطفال تخدم السعوديين وغيرهم، دون تحديد لعمر معين، مع ذلك لا تجد سهير عبدالرحمن، ربة منزل، نفعاً لها فقد قصدتها للحصول على شهادة الثانوية العامة كي تجد وظيفة. لكنها لا تذكر أياً من المعلومات التي أخذتها، تستدرك سهير: «كنا نختبر اختباراً واحداً آخر العام لكل مادة ودرجته من مائة. وجميع الطالبات يدركن أن يوم الاختبار هو يوم الغش بالنسبة لهن".

في الإمارات: 
حسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم لسنة 2013 يوجد:
 24 مركزاً لتعليم الكبار في دبي والإمارات الشمالية. 2187 طالباً وطالبة يدرسون فيها. 800 مدرس، عدد الهيئة التدريسية في المراكز. 7462 طالباً وطالبة عدد الدارسين في تعليم المنازل.

فضل البنات على أمهاتهن
مع قيام الاتحاد لم تكن الخدمات التعليمية قد وصلت لكافة القرى والحواضر، ولم يكن عدد طلاب الدولة يتجاوز 28 ألف طالب،  في تلك الفترة بدأ الاهتمام بالذين فاتهم ركب التعليم، وتخصيص برنامج شامل لمحو الأمية إلى أن وصلت إلى 0٪ حسب قول الدكتور أحمد عيد المنصوري مدير منطقة دبي التعليمية، الذي تابع: «نعلم الكبار في المراكز خلال الفترة المسائية، والإناث في الفترة الصباحية، نظام الدراسة المنزلية، مكرّس للذين لا تسمح لهم الظروف بالحضور لمراكز تعليم الكبار، وما عليهم سوى أن يتقدموا لامتحانات كل فصل دراسي.
تقسيمات
تقسم برامج تعليم محو الأمية إلى الصفوف التأسيسية، ومدته سنتان، تشمل القراءة والكتابة ومبادئ الحساب. ثم الصفوف التكميلية، سنتان.
دعم الزوج
موزة ـ 64 سنة- بدأت مشوار محو الأمية على يد أصغر بناتها خولة التي كانت تأتي كل مساء تلقنها ما درسته في المدرسة منذ الصف الأول، تتابع موزة: «أشعلت في نفسي رغبة فك شفرة الكلمات، فبسببها ودعم زوجي لي التحقت بأحد مراكز تعليم الكبار، وتعلمت إلى أن أتممت المرحلة التأسيسية، ولكن للأسف توقفت بعدما صرت أعجز عن الرؤية!، والجميل في الأمر أن ابنتي لازالت تدرّس في أحد مراكز محو الأمية في الدولة، وأنا جد فخورة بها». 

فلسطين: 
تبلغ الأمية بين النساء في فلسطين 3 أضعاف ونصف قياساً للرجال، لكنها تراجعت خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث كانت تصل لنسبة 15.3% بالنسبة لعدد السكان، ثم وصلت إلى 5% في العام 2012 لتكون هي الأقل بالنسبة للعالم.

نساء غزة الأقل أمية على مستوى العالم
تستمر الدراسة لمدة عامين دراسيين يمنح بعد الطالب شهادة تعرف بشهادة اجتياز، وهي توازي الصف السادس الابتدائي، يستطيع بعدها أن يكمل تعليمه بنظام يعرف باسم «التعليم الموازي»؛ للحصول على الثانوية العامة «التوجيهي» والالتحاق بالجامعات أيضاً.
التحدي موجود لدى الأمهات الفلسطينيات، ولا يقف عند حد مادام الأمر يتعلق بقراراتهن، وعندما رأت الأم الفلسطينية عاقلة حوشية (60عاماً) من بلدة اليامون بمحافظة جنين المحتلة أنها عاجزة عن تدريس أطفالها الثمانية بعد أن منعتها التقاليد من الالتحاق بالمدرسة، التحقت قبل أربع سنوات بمدرسة تعليم الكبار في قريتها، وأصبحت تحفظ القرآن الكريم، وتوقع على كل أوراقها الثبوتية. 
أدنى نسبة أمية على مستوى فلسطين هي في غزة قياساً للمحافظات الأخرى، حيث كانت أعلى نسبة في محافظة طوباس في الضفة الغربية وبلغت 15% في حين بلغت نسبة الأمية في غزة 3.4%.

في مصر: 
انخفضت نسبة الذكور الأميين خلال العام الماضي، حسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لتبلغ 18.8% مقابل 33.6 % للإناث. لكنها ترتفع في الريف إلى 41% مقابل 24.2% في الحضر.

بلغ عدد الأميين 16.5مليون نسمة ثلثهم من الإناث
بدأت محاولات مواجهة الأمية عام 1886 ولكنها لم تأخذ شكلاً قانونياً، حتى صدور أول قانون لمحو الأمية عام 1944، وفى عام 1946 تحولت مسؤولية مكافحتها، إلى وزارة المعارف، إلا أنها لم تستطع سوى القضاء على أمية 4.5% من مجموع الأميين في ذلك الحين. 
ومن اللواتي خضعن للبرنامج، فاطمة محمد إبراهيم 48 عاماً والتي جاءت من الريف وعملت مربية أطفال في حضانة، لم تكن تعرف القراءة والكتابة حتى قابلت إحدى الأمهات، وساعدتها للالتحاق بالفصول المسائية، تتابع فاطمة: «كنت دائمة التردد إليها في منزلها للمذاكرة معي إلى أن أنهيت مرحلة الدبلوم».

أسباب وحلول
في السعودية جميع مراكز محو الأمية تتبع لوزارة التربية والتعليم، 99 مركزاً منها نظامياً، كما تقول رئيسة قسم محو الأمية في منطقة جدة الموجهة رحمة إدريس، ويوجد 25 موقعاً لبرنامج مجتمع بلا أمية، تتابع رحمة: «البرامج تنفذ لـ4 أعوام، ثم توقفت مدة عامين لتعود ببرنامج واحد اسمه مجتمع بلا أمية، وقد بلغ عدد المستفيدات 4947 مستفيدة، وقد وجد البرنامج بحوافز مادية، ولكن رفضته الدولة بالرغم من التحاق الكثير من الأميات به، فتفشت الأمية في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة جدة، وذلك بسبب نزوح أهل الجنوب من منطقتي جازان ونجران وغيرها إليها».