طور باحثون من "مايو كلينيك" أداة الكترونية جديدة بإمكانها التنبؤ بتكوّن حصى الكلى في المستقبل.
تعتبر حصى الكلى حالة شائعة ومؤلمة، حيث يعاني عدد كبير من المصابين من نوبات متكررة بسببها. ويرغب معظم المصابين الذين يُعالَجون من حصى الكلى لأول مرة في معرفة فرص تكرار إصابتهم بها في المستقبل، ولكن ذلك الأمر لم يكن من السهل التنبؤ به. أما الآن فقد أصبح بإمكان باحثي "مايو كلينيك" Mayo Clinic مراقبة الخصائص الشائعة لأسباب تكوّن حصى الكلى من خلال أداة تنبؤ إلكترونية يمكنها مساعدة المصابين على توقع ما إذا كانوا سيصابون بالحصى في المستقبل أم لا. وقد نُشِرت هذه الدراسة في مجلة Mayo Clinic Proceedings.
ومن خلال البيانات التي جُمِعت من مشروع طب الوبائيات بمدينة روتشستر، تمكّن فريق من الباحثين من اختبار عينات من مسببات حصى الكلى المزمنة لدى المصابين من مقاطعة أولمستد بين عامي 1984 و2017. وشملت الخصائص الشائعة بين المصابين الذين تكررت لديهم الإصابة بحصى الكلى صغر السن والجنس (الذكور) وارتفاع مؤشر كتلة الجسم وتاريخ حدوث الحمل وتاريخ أسري للإصابة بالحصى. ولاحظ الباحثون كذلك أنّ تكرار الإصابة بالحصى يميل إلى الزيادة بعد كلّ إصابة، وأنَّ حجم الحصى ومكانها يرتبطان باحتمال تكرار الإصابة في المستقبل.
وباستخدام تلك الخصائص في عملية تطوير أداة الكترونية للتنبؤ بتكرار الإصابة بحصى الكلى، تمكّن الباحثون من تحسين المعايير المعروفة لاحتمال تكوّن الحصى في المستقبل، حيث يمكن لهذه الأداة، من خلال إدخال بعض المعلومات مثل النوع والعِرق وتاريخ الإصابة بحصى الكلى، أن تُنبيء تقديرًا لاحتمال تكرار الإصابة.
وقال الدكتور جون ليسك، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة شارحًا: "يتم إدخال جميع عوامل الخطورة التي حددناها في النموذج، ثم تحسب الأداة تقديرًا لخطر الإصابة بحصى الكلى في السنوات الخمس أو العشر التالية".
ومن ناحية أخرى، فقد ساهم تحديث نموذج تكرار الإصابة بالحصى بالبيانات التي جُمِعت من الدراسة في تحسين قدرة الأداة على التنبؤ بالإصابات المستقبلية، وبما أن خطر تكرار الإصابة بحصى الكلى يختلف اختلافًا يعتمد على العوامل الفردية، فهذه المعلومات ستكون نافعة للمرضى أو مقدمي الرعاية في اتخاذ القرار بشأن كيفية التعامل بإجراءات استباقية للحدّ من خطر تكرار الإصابة.
ويمكن القول إنَّ توافر المعلومات الأساسية عن عوامل الخطر لتكرار الإصابة بحصى الكلى واحتمال عودة الإصابة بها في المستقبل، من شأنه أن يحفز المرضى على تعديل سلوكياتهم الحياتية، من خلال اتباع نظام غذائي و/أو البدء في اتباع خطة دوائية للوقاية من تكوّن حصوات جديدة في الكلى.