حين تثير جرائم الكبار ضجة كبيرة في المجتمع، تثير جرائم المراهقين غير الإنسانية ضجة أكبر لغرابتها النفسية والاجتماعية لكون المجرم مراهقاً يفترض به أن يكون أكثر براءة ورحمة؛ لصغر سنه، ويفسره بعض علماء النفس بالاستعداد العدواني المبكر الذي يظهر مبكراً عند بعض المراهقين لأسباب تعود للبيئة أو للوراثة أحيانًا.
اغتصاب وقتل الطفلة إليشا مكفيل في 2018
وقد ضجّ المجتمع البريطاني لفظاعة جريمة ارتكبها مراهق في الـ 16 من عمره، ضد الطفلة أليشا مكفيل البالغة من العمر «6 سنوات» فقط، حيث اغتصبها وقتلها بلا رحمة. وتم العثور على جثتها في مطلع شهر يوليو 2018 الماضي في أسكتلندا خلال إقامتها مع أقارب لها هناك، ومازالت قضية محاكمة قاتلها المراهق مستمرة لليوم في المحاكم البريطانية.
دفن الطفلة بجنازة وردية
وبحكم أن الطفلة الضحية أليشا المحبوبة والذكية والمرحة خلال حياتها، تعشق جداً اللون الوردي وتفضله على الألوان الأخرى منذ ولادتها، اختارت عائلتها تابوتاً وردياً لها، وطلب من المعزين الأقارب والأصدقاء ارتداء ملابس وردية في يوم جنازتها ووداعهم الأخير لها إلى مثواها الأخير، واستجاب الجميع لهذا الطلب الفريد من نوعه بهذه المناسبة الحزينة.
وزينت قاعة تقبل العزاء وتأبينها لآخر مرة بألعاب الأطفال، في جنازتها التي شيع جثمانها إلى مثواه الأخير في بلدة كوتبريج، شمال لاناركشاير.
استمرار محاكمة قاتلها المراهق المدان بأدلة جديدة
إثر اغتصاب ومقتل الطفلة أليشا مكفيل «6 سنوات»، اشتبهت الشرطة البريطانية بشاب مراهق في ال16 من عمره، واعتقلته على الفور، واستمرت محاكمته لنهاية عام 2018، واستمرت لغاية عام 2019 الحالي.
وحسب صحيفتي «ديلي ميل» و«ذا صن» البريطانيتين وموقع «سكاي نيوز»، ظهرت أدلة جديدة تدين القاتل المراهق بتقرير صادر من الطب الشرعي، وحمل توقيع عالم الطب الشرعي الكبير «ستيوارت بيلي» الذي قدم شهادته الطبية أمام هيئة المحلفين بمحكمة غلاسكو العليا، يوم الثلاثاء الماضي، وجود تطابق في الحمض النووي للمراهق المتهم باغتصاب وقتل الطفلة أليشا مكفيل «6 سنوات» حيث عثر الطب الشرعي على «14» عينة من حمضه النووي الخاص على أماكن متفرقة من جسد وملابس الضحية الصغيرة.
وأضاف عالم الطب الشرعي ستيوارت بيلي قائلاً: «إن آثارا للسائل المنوي الخاصة بالمتهم عثر عليها في جسد القتيلة البالغة من العمر «6 سنوات» عقب سلسلة طويلة من التحقيقات والفحوصات المخبرية الدقيقة».
جد الطفلة الضحية يطالب باعدام قاتلها
وطالب جد الطفلة الضحية جورج لوكران «76 عامًا» بإعدام القاتل آرون كامبل «16 عامًا»، وعدم إطلاق سراحه من السجن أبداً، وقال عبر لقاء خاص بصحيفة «ذا صن» البريطانية: أتمنى أن يعاقب على جريمته البشعة بالموت والإعدام، وأن لا يخرج من السجن أبداً. أتمنى أن يشنق أيضاً.
وتمنت أيضًا جدة الضحية من جهة أمها: أنجيلا كينغ، بأن يذهب القاتل إلى الجحيم، لقد فتح ثقباً موجعاً في قلوبهم للأبد باغتصابه وقتله لحفيدتها الصغيرة الجميلة.
وكان القاتل المراهق قد اختطف الطفلة أليشا مكفيل من منزل أقاربها، قبل اغتصابها وقتلها ورمي جثتها في غابة جزيرة «بوت» وجسدها مليء ب117 إصابة، يوم 2 يوليو 2018 الماضي.
القاتل سادي منذ طفولته
وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية فإن القاتل كامبل له تاريخ مع الاكتئاب والاضطراب النفسي، حيث عرف عنه بأنه صاحب طبع سادي منذ طفولته، لقتله القطط وسلخ جلدها ثم دفنها في حديقة منزل عائلته الخلفية.
سر اعتقال القاتل الفوري
وسر اعتقال الشرطة الفوري والسريع للقاتل في فترة قبل ظهر اليوم الثاني ليوم وقوع الجريمة، والعثور على جثة الطفلة أليشا، هو رصد الكاميرات في الشارع مغادرته وعودته لمنزله في منتصف ليلة الجريمة بنفس توقيت اختفاء والعثور على جثة أليشا في جزيرة «بوت»، حيث غادر لخطف أليشا بصمت من سريرها في منزل جدها في أسكتلندا.
إدانة محكمة غلاسكو للقاتل وكشفها لهويته يخيفه
وبعد إدانة القاتل بالأدلة الجديدة من قبل هيئة المحلفين في جلسة يوم الجمعة 22 فبراير الجاري في محكمة غلاسكو العليا، أمرت المحكمة بكشف هوية واسم القاتل المراهق آرون كامبل للجميع، وأيضًا لوسائل الإعلام عبر إلغاء الحظر على نشر اسمه وصورته، بعد تقديم وسائل إعلامية بريطانية عديدة مطالبة للمحكمة للسماح لها بنشر صوره واسمه في تغطيتها الصحفية لمحاكمته، وذلك بعد منع المحكمة لها سابقاً من ذلك في جلسات محاكمته الأولى، فموهت صورته مع صديقته في جلسة محاكمته الأولى والثانية، بحكم عدم التوصل بعد لأدلة ضده، وسريان التحقيقات والبحث عن أدلة قوية.
وجاء هذا القرار بعد نقل محامي القاتل بريان ماكوناشي لمحكمة غلاسكو العليا وهيئة محلفيها مخاوف القاتل آرون كامبل من أن يصبح هدفا للمساجين، وتتعرض حياته للخطر والإيذاء من قبلهم، وستصبح حياته جحيمًا طيلة الفترة التي سيقضيها في سجنه، إن تم الكشف عن هويته واسمه وصورته في وسائل الإعلام.
لكن القاضي لورد ماثيوز سخر من هذه المخاوف قائلاً: تفكير ساذج الظن أن السجناء لم يعرفوا قرار إدانته بالأدلة القاطعة، بعد ورود ونشر اسمه بالفعل في منصات مواقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» ومحرك البحث «غوغل».
وأضاف: لم أعرف قضية أثارت قدرًا كبيراً من الاشمئزاز مثل هذه القضية.
وانزعج بعض أقارب من قرار القاضي لورد ماثيوز بإلغاء الحظر على صور واسم القاتل بحجة أنه سيحظى بشهرة لا يستحقها، وربما ارتكب جريمته البشعة هذه ليحظى بشهرة واسعة.