بعد 38 عاماً قضاها مواطن أمريكي خلف القضبان، ثبتت براءته من تهمة قتل لم يرتكبها، واضطر مجلس التعويضات الأمريكي لتعويضه بمبلغ هو الأعلى في الولايات المتحدة.
وتوصلت إدارة مدينة سيمي فالاي في ولاية كاليفورنيا إلى تسوية مالية ضخمة مع السجين البريء ويدعى “كريغ كولي”، الذي سيحصل على مبلغ 21 مليون دولار، ستدفع المدينة منه 4.9 مليون دولار، بينما يحصل على باقي الأموال من شركة التأمين ومصادر أخرى لم تذكر.
وقال مدير إدارة المدينة، إريك ليفيت، في بيانه: "في حين لا يمكن لأي مبلغ من المال أن يعوض ما حصل لكريغ، فإن تسوية هذه القضية هو الأمر الصحيح بالنسبة له وللمجتمع".
وصادقت المدينة على تسوية مالية بسيطة بلغت 1.95 مليون دولار، أي نحو 140 دولاراً عن كل يوم قضاه كريغ في السجن، غير أن ممثلي الدفاع عن السجين البريء رفضوا هذا الأمر وأصروا على الاستمرار في القضية إلى حين الحصول على تعويض مناسب.
وتعتبر هذه التسوية الأكبر التي يدفعها مجلس تعويضات الضحايا للأحكام الخاطئة، بحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز.
وكان كريغ اعتقل على خلفية جريمة وقعت أحداثها عام 1978، عندما قُتلت روندا ويتشت (24 عاماً) وابنها دونالد البالغ من العمر 4 أعوام.
وألقت السلطات حينها القبض على كريغ كولي، وهو من قدامى المحاربين الذين شاركوا في حرب فيتنام، بعد استجوابه واتهمته بارتكاب جريمتي القتل، رغم أنه لم يكن له اي سجل جنائي سابق.
وبعد أن رفض اثنان من هيئة المحلفين الأولى إدانته رغم موافقة 10 آخرين، تقرر إجراء المحاكمة مرة أخرة بهيئة محلفين مختلفة أدانت كريغ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة مع رفض العفو عنه.
وظل المحقق الخاص مايك بندر يتتبع الجريمة والتحقيق فيها، واستمر يدفع الأجهزة الأمنية باتجاه إعادة التحقيق في القضية، وهو ما حدث عام 2015، عندما استجاب مكتب الحاكم للمحقق.
وشكك محامو الدفاع عن المتهم بالأدلة المقدمة ضده، وكذلك في أقوال الشهود، لكن الدليل الأقوى لصالحه كان الحمض النووي، حيث عثر بسرير الضحية على حيوانات منوية تعود للجاني وكذلك على خلايا أخرى.
كما عثر مثلها على ملابس الطفل القتيل، ولم يكن الحمض النووي يتطابق مع الحمض النووي لكريغ، وبعد تقديم الأدلة الجديدة قال القاضي إن كريغ بريء، لكن لم يتم التعرف على الجناة الذين ارتكبوا الجريمة.