التنمُّر أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفلٌ، أو مجموعة أطفال ضد طفل آخر، أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة. وقد يأخذ التنمر أشكالاً عدة، منها نشر الشائعات، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المتنمَّر عليه، بدنياً ولفظياً، أو عزل طفلٍ ما بقصد الإيذاء، إضافة إلى حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.
هذا ما أوضحه الدكتور عصام العقيل، الطبيب النفسي الأكاديمي، الذي كشف أن هناك أنواعاً مختلفة من التنمر، منها التنمر البدني، واللفظي، والاجتماعي، والرقمي.
وقال الدكتور العقيل: إن هناك مخاطر عدة للتنمر على المدى البعيد، فالمتنمَّر عليهم معرضون إلى الإصابة بـ:
· الاكتئاب المزمن.
· توارد الأفكار الانتحارية إلى أذهانهم، ووضع خطط للانتحار.
· اضطرابات القلق.
· اضطراب ما بعد الصدمة.
· ضعف الصحة العامة.
· السلوك التدميري الذاتي، بما في ذلك إيذاء النفس.
· تعاطي المخدرات.
· صعوبة إنشاء صداقات متبادلة.
وبيَّن الآثار المترتبة على التنمر في المدى القصير، قائلاً: "جميع الأطفال مختلفون، ومن المحتمل أن يُظهروا سلوكيات مختلفة أثناء، أو بعد التنمر من قِبل أحد الزملاء، ومع انتشار التنمر الاجتماعي، وسهولة التنمر الرقمي أكثر من أي وقت مضى، يمكن للتنمر أن يستمر فترات طويلة قبل أن يلجأ الطالب إلى طلب المساعدة".
كما أورد الدكتور العقيل ما توصلت إليه دراسة، أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، شملت ۲۳ طالباً في 11 مدرسة متوسطة في لوس أنجلوس، حيث أوضحت أن زيادة التنمر مرتبط بانخفاض درجات الطلاب في المرحلة المتوسطة، وأن أداء الطلاب، الذين صُنِّفوا بأنهم الأكثر تعرضاً للتنمر، كان أكثر سوءاً من أقرانهم أكاديمياً، ويمكن أن تشمل التأثيرات على الضحية ما يلي:
· عزلة اجتماعية وتجنب المدرسة.
· الشعور بالعار.
· أعراض القلق والاكتئاب.
· اضطراب النوم.
· التبول اللاإرادي.
· تغييرات في عادات الأكل.
· ضعف الأداء المدرسي.
· الأعراض النفسية الجسدية مثل آلام المعدة، والصداع، وآلام العضلات، والشكاوى الجسدية الأخرى التي ليس لها سبب طبي معروف.
· تدني احترام الذات.
أما عن طرق تجنب التنمر، فقال الدكتور العقيل: الآباء، وموظفو المدرسة، وغيرهم من الرعاة يلعبون دوراً مهماً في تجنب التنمر، ويمكنهم فعل ذلك من خلال:
· مساعدة الأطفال على فهم معنى التنمر، وذلك بالتحدث لهم عن ماهية التنمر، وكيفية التصدي له بأمان، وتوضيح أن التنمر أمر غير مقبول، بالتالي سيتمكَّن الأطفال من تحديد التنمر بشكل أفضل، والتبليغ عن هذه الحالات، أيضاً يحتاج الأطفال إلى معرفة كيفية الحصول على المساعد في حال استدعى الأمر ذلك.
· تسهيل طرق التواصل مع الطفل، والتحقق من أحواله بين الحين والآخر، والاستماع إليه، والتعرف على أصدقائه، ومعرفة مخاوفه.