في كل يوم، يقدم لنا العلماء والباحثون ابتكارات واختراعات جديدة، تثبت للجميع بأن العلم الذي وصل له البشر في الوقت الحاضر، أمر لا يُستهان به، وأن المعرفة البشرية أمر لا ينضب أو يختفي. ومؤخراً، تمكن باحثون أمريكيون من ابتكار سفينة عملاقة، بإمكانها الوقوف بشكل رأسي في عرض البحر دون أن تغرق، الأمر ليس خيالاً بل حقيقة أصبحت الآن واقعاً، وهي سفينة الأبحاث الأميركية، التي تعبتر جزءاً من مكتب البحوث البحرية في الولايات المتحدة، وتديرها مؤسسة "سكريبس" لعلوم المحيطات في كاليفورنيا.
وبحسب ما نشره موقع "سكاي نيوز"، فإن صناعة الأدوات البحثية، تتجاوز يوماً بعد يوم الصناعات التقليدية التي نعرفها أو من الممكن أن نتوقعها، حيث أن الباحثين طبقوا أفكارهم الإبداعية التي قد تبدو مستحيلة على الورق في الحياة الواقعية، بعد تمكنهم من إنجاز وصناعة سفينة البحث الأميركية المسماة "السفينة القلابة" أو "سفينة فليب FLIP"، التي لها قدرة عجيبة على التحول من الحالة الأفقية المتعارف عليها في السفن البحرية، إلى الوضع الرأسي العامودي وهي في عرض البحر. كما أنها تعد الوحيدة من نوعها في العالم.
السفينة العملاقة، التي يبلغ طولها حوالي 180 متراً ووزنها قرابة الـ 700 طن، قام المهندسون البارعون بتصميمها كي تتمكن من الانتقال إلى الوضع الرأسي باستقامة تصل حتى90 درجة، بحيث تكون مقدمة السفينة في الأعلى بارتفاع يصل حتى 17 متراً، أي بارتفاع مبنى من 5 طوابق، بينما تكون مؤخرة السفينة "فليب". داخل الماء بطول 91 متر، أي أن الجزء الأغلب من السفينة يكون مغموراً تحت الماء وهو ما يساعد على ثبات السفينة ومقاومتها للأمواج.
ويتابع موقع "سكاي نيوز"، أن "السفينة القلابة" أو "سفينة فليب FLIP"، تستغرق خلال عملية تحول من الوضع الأفقي إلى العامودي، أقل من نصف ساعة، وعلى الوجه التحديد 28 دقيقة فقط، حيث يتم ضخ مياه البحر لخزانات ضخمة في مؤخرة السفينة، مما يجعلها تغطس في الماء لتصبح السفينة في الوضع الرأسي. وتم تصميم السفينة بغرض دراسة الأمواج والإشارات الصوتية ودرجة الحرارة داخل الماء وتجميع بيانات الأرصاد الجوية.