عشاق السفر والترفيه من كافة أنحاء العالم خاصةً الأثرياء منهم يحلمون بأن يتوجوا رحلاتهم المميزة برحلة أكثر تميزًا للفضاء الخارجي، وبدأت قبل سنوات توجهات لنقل مسافرين إلى المريخ لم تكلل بالنجاح لليوم، لأسباب علمية كثيرة، لكن الأمل بالسفر إلى كواكب ومجرات الفضاء الخارجي عادت إلى الأفق مجددًا.
محطة «أورورا الفضائية» ستتحول إلى فندق فضائي عام 2022
حيث أعلنت شركة «أوريون سبان» خلال مؤتمر «سبيس 2.0» في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأمريكية، في أبريل/نيسان الماضي، عن اعتزامها تدشين محطة أورورا بحلول عام 2022، لتصبح أول فندق في العالم يقام في الفضاء في المنطقة التي تعرف بـ «المدار الأرضي المنخفض».
ومن المتوقع أن يستقر النزلاء على متن هذه المحطة الفضائية التي تعادل حجم طائرة خاصة ضخمة، على ارتفاع 200 ميل عن «سطح الأرض».
وكان الإعلان السابق قد أعلن أن الفندق سينطلق في عام 2021 لكنه مدد لعام آخر، وأصبح بحلول 2022 مؤخراً.
تكلفة رحلة السفر والإقامة بالفندق الفضائي 9.5 مليون دولار فقط
ليستمتعوا بمشاهدة مناظر تحبس الأنفاس لكوكب الأرض والشفق القطبي. إلا أن تكاليف الرحلة ستكون مرتفعة جداً، إذ تبدأ الأسعار من 9.5 مليون دولار لكل شخص لمدة 12 يومًا.
اكتمل الركاب للرحلة والإقامة الأولى
وتقول الشركة إن قائمة الانتظار لركاب الرحلة الأولى والإقامة الأولى في الفندق الفضائي الأول قد اكتملت منذ نحو سبعة أشهر.
ومن المتوقع أن ينام النزلاء، الذين لن يزيد عددهم عن أربعة بمرافقة اثنين من العاملين بالمحطة، في أكياس للنوم تتصل ببنية الوحدة الفضائية، وسيتناولون أطعمة مجففة بالتجميد، ويشترط أن يخضعوا لفحص طبي صارم قبل الانطلاق إلى المحطة الفضائية.
سيعيش النزلاء تجربة السفر كرواد الفضاء المحترفين
ويقول مؤسس شركة «أوريون سبان» ورئيسها التنفيذي فرانك بونغر: «نتطلع من خلال هذه الرحلات إلى إتاحة الفرصة للنزلاء ليعيشوا تجربة السفر في الفضاء كرواد فضاء محترفين. ونتوقع أن يطل النزلاء من نوافذ الفندق على المناظر الخلابة، ويتواصلوا مع معارفهم على كوكب الأرض». ويضيف: «وإذا شعروا بالملل، بإمكانهم استخدام جهاز «هولوديك» للواقع الافتراضي، والذي يتيح لهم الاستمتاع بممارسة كل ما يحلو لهم، من التحليق في الفضاء إلى المشي على القمر ولعب الغولف».
وبينما يصف الكثير من العلماء هذا المشروع بأنه القفزة الحتمية للإنسانية في عالم السياحة والرحلات، فإن بعض الخبراء ينظرون إليه بعين الحذر.
فشل مشاريع الرحلات السياحية للفضاء
وكثيرًا ما أخفقت شركات في مجال السياحة الفضائية في الالتزام بوعودها، إذ أطلقت مؤخرًا شركة «فيرجن غالاكتيك» أول رحلة تجريبية ناجحة إلى الفضاء ذهابًا وعودة بعد تأخر دام تسع سنوات. ولا تزال مركبات شركة «سبيس إكس» و«بلو أرويجين» تحت الاختبار. وأشهرت شركة «إكس سي أو آر» للفضاء إفلاسها في عام 2017 الماضي.
لن ينجو النزلاء في الفندق الفضائي من الإصابة بمتاعب صحية
وثمة الكثير من المشاكل التي قد تثيرها هذه الرحلات، فمن المحتمل أن يتقدم العمر بالأشخاص المسجلين في قوائم الانتظار العديدة لهذه الرحلات، فيصبحوا غير مؤهلين بدنيًا للقيام بها. كما يؤدي البقاء في بيئات منعدمة الجاذبية لفترة طويلة إلى إضعاف العظام وتسطح مقلة العين إلى درجة قد تؤثر على النظر. ربما لا يعاني النزلاء من هذه الآثار لأنهم سيمكثون 12 يومًا فقط، لكن العاملين بالفندق سيعانون حتمًا منها. كما ينطوي البقاء في الفنادق الفضائية على تحديات صحية. فقد لا تصلح حجرة في فندق «محطة أورورا» الذي لا يتعدى ارتفاعه 43.5 قدماً وعرضه 14.1 متراً لمن يعانون من رهاب الأماكن المغلقة، خاصة أنك لن تتمكن من فتح النافذة، وفقًا لموقع «الآن».
20 مليون دولار
يُذكر أن السياحة الفضائية قد بدأت في عام 2001 عندما دفع الأمريكي دينيس تيتو لوكالة الفضاء الروسية مبلغًا ضخمًا، قيل إنه بلغ 20 مليون دولار، نظير الإقامة في محطة الفضاء الدولية لسبعة أيام. وشرعت بعض البلدان بالفعل في بناء المرافق الأساسية لخدمات السياحة الفضائية المرتقبة.
ورغم كل هذه العقبات العلمية والصحية، فهناك الآلاف من هواة السفر المغامرون الذين يحلمون بأن يكونوا أول من ينطلق برحلة سياحية جوية إلى الفضاء، ولا يمانعون في الإصابة ببعض الأعراض والأمراض الصحية لأشهر، جراء تحقق حلمهم الذهبي بالسفر للفضاء والإقامة فيه ما يقارب الأسبوعين، في أول فندق فضائي في العالم.