في كثير من الجرائم والقضايا، تفوقت الشرطة وتحرياتها المثابرة الذكية الاستباقية على العصابات والمافيا واللصوص بكافة أنواعهم، فكانت إما تستبق وقوع الجرائم فتقوم بالحيلولة دون حدوثها، والقبض على المجرمين بحالة تلبس، أو تسرع بالقبض عليهم في وقت قياسي بعد وقوع الجريمة، لكن في حالتنا اليوم، تفوقت الشرطة بامتياز على لصوص الآثار والمقتنيات الثمينة، كيف؟ تعالوا نعرف.
معلومات التحريات ساعدت الشرطة على منع سرقة لوحة تاريخية
في المدينة الأوروبية التاريخية «روما»، رتبت الشرطة الإيطالية حيلة ذكية لخداع اللصوص، كانت على علم بأنهم ينوون سرقة لوحة تاريخية تقدر قيمتها بثلاثة ملايين يورو، من داخل كنيسة تاريخية في روما، فقررت أن تقوم بخدعة ذكية لإنقاذها وحمايتها.
وحدث ما توقعته الشرطة حسب المعلومات الواردة إليها مسبقًا، فاقتحم لصوص كنيسة القديسة مريم الكبرى البابوية، صباح الأربعاء13 مارس-آذار الجاري، وسرقوا لوحة تاريخية لصلب المسيح، رسمها الفنان «بيتر بروغل» الأصغر في القرن السابع عشر. كيف لم تمنع الشرطة التي عرفت بالسرقة مسبقاً، وسمحت بحدوثها؟
الشرطة تكشف خدعتها الذكية الناجحة
تبين أن الشرطة أرادت خداع اللصوص، وأرادت أن تتم السرقة، حيث كشفت الشرطة في ليلة وقوع السرقة أنه يوجد عقبة واحدة لن تمكن اللصوص من الاحتفاء بغنيمتهم، هي أن العمل الفني المسروق كان مجرد نسخة مزيفة وليس أصليًا.
اللوحة سرقت مرة واحدة عام 1981 ثم استردت
وكانت الشرطة على علم بأن اللصوص خططوا لسرقة هذا العمل الفني المميز الذي سُرق بالفعل عام 1981، قبل أن يتم استرداده بعد بضعة أشهر.
وعندما علمت الشرطة بمخطط اللصوص الشهر الماضي، أعدت خدعتها بعناية، حيث استبدلت النسخة الأصلية من اللوحة التي كانت تعرضها كنيسة القديسة مريم الكبرى البابوية في «إيطاليا» منذ أكثر من «قرن» بواحدة أخرى مزيفة، حسبما ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية، وموقع «سكاي نيوز».
الشرطة راقبت عملية السرقة
وبعد الحادث، أعدت الشرطة نظامًا للمراقبة؛ انتظارًا للحظة تنفيذ العملية.
وكان عمدة المدينة التي شهدت الحادث، من بين عدد قليل من الأشخاص الذين كانوا على علم بحيلة الشرطة، لكنه تظاهر في الساعات التي تلت السرقة بعدم علمه عن المخطط، وأخبر الصحفيين أن سرقة اللوحة تمثل «ضربة قاسية للمجتمع».
العمدة أخفى سر اللوحة المزيفة ببراعة
وبعدما تحدثت الشرطة عن الخطة، قال العمدة ليلة الأربعاء: «انتشرت الشائعات بشأن أن شخصًا ما قد يسرق اللوحة، لذا قررت الشرطة وضعها في مكان آمن، واستبدالها بنسخة، وتثبيت بعض الكاميرات. أتوجه بالشكر إلى الشرطة وبعض مرتادي الكنيسة ممن لاحظوا أن اللوحة المعروضة ليست أصلية، لكنهم احتفظوا بالسر».
اللوحة تبرع وطني من عائلة ثرية
وكانت عائلة ثرية تبرعت بهذه اللوحة، التي أخفيت خلال «الحرب العالمية الثانية» لمنع الجنود الألمان من سرقتها.
وفعلت مثلها عائلات عريقة كثيرة، كانت حين ترث أعمالاً فنية أثرية قيمة تهديها لمتاحف بلادهم الأصلية؛ ليشاهدها الآلاف من أبناء وطنهم والسياح، بدلاً من عرضها بمنزل واحد، وبعض الأثرياء يتبرعون بأعمالهم بعد وفاتهم للمتاحف الوطنية منذ عقود من الزمن ولليوم.