بذوق رفيع وباستخدام قصاصات من العملات الورقية التالفة، تصوغ فتيات من أصحاب الهمم في الإمارات أجمل القطع الفنية الثمينة من مجوهرات وغيرها، وذلك بتحويل هذه القصاصات إلى أحجار ملونة تستخدم في تصنيع هذه القطع، وذلك يندرج ضمن مشروع (قلادة)، الذي يمثل سلسلة كاملة من عمليات دمج أصحاب الهمم.
وفي خطوة تهدف لتعريف أكبر عدد ممكن من المتسوقين بقدراتهن، بدأت وزارة تنمية المجتمع، في دبي، بعرض مجوهرات مصنعة بأيدي فتيات من أصحاب الهمم، في محال السوق الحرة بمطارات دبي، مؤكدة بذلك ارتقاء مصوغاتهن إلى أعلى درجات الجودة العالمية، وقدرتها على منافسة المنتجات الأخرى، وهذا بدوره يوصل منتجات ذوي الهمم إلى الأسواق العالمية، ويحملها إلى مختلف الفئات المجتمعية من المسافرين والزوار من كل أصقاع العالم عبر منافذ البيع في السوق الحرة.
وقالت مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، وفاء حمد بن سليمان، أن هذا المشروع يمثل نموذجاً متكاملاً لعملية الدمج المجتمعي لأصحاب الهمم، وأضافت أن موافقة السوق الحرة في دبي على عرض المنتجات، تسهم في تحقيق الهدف الاجتماعي من تنفيذ المشروع، الذي تطمح الوزارة إلى استثماره للتعريف بقدرات أصحاب الهمم محلياً وعالمياً، مشيرة إلى أن عرض المنتجات في السوق الحرة يسهم في تحقيق الدمج الاجتماعي، والتمكين الاقتصادي، لفئة تستحق أن تحقق ذاتها، وتثبت إمكاناتها أسوة بغيرها من الفئات المجتمعية.
وأفادت بأن الوزارة تعتبر المشروع شكلاً من أشكال التوظيف، المدعوم بضمانات اقتصادية واجتماعية، بالنسبة للفتيات المشاركات فيه، وتعتزم الوزارة تطوير المشروع مستقبلاً عبر تحويله إلى منصة لتدريب الفتيات صاحبات الهمم على صناعة الحلي والمجوهرات.
ويعد مشروع «قلادة»، الذي أطلقته الوزارة منذ عامين، الأول من نوعه في الدولة الذي يهتم بإعادة تدوير العملات النقدية، حيث إنه إضافة إلى كونه صديقاً للبيئة، يعبّر كذلك عن القدرات التي يمتلكها أصحاب الهمم من ناحية الحس الجمالي، والقدرة على العطاء والاندماج المجتمعي في سوق العمل.