«ميعادنا العشا» أو «موعدنا العشاء» عمل مسرحي يقارب العلاقة الزوجية، وما يشوبها من توزع في المشاعر بين الحب والصراع، والتي ينقلها المخرج المغربي هشام الجباري فوق خشبة المسرح بطريقة كوميدية.
عن هذا الاختيار في الرؤية الإخراجية يقول هشام الجباري لـ«سيدتي نت»: «أشتغل على ثيمة الأزواج، والتي تعد جزئية في المجتمع المغربي من حيث المشاكل التي تتخبط فيها، والتي تتصدر صفحات الإعلام المطبوع المرئي والمسموع من طلاق ونزاع وعدم تفاهم؛ بسبب غياب الحب من الأسرة المغربية؛ لذا معالجتنا لهذه الظاهرة تبتعد عن الدرامية، وأردنا تقديمها في قالب كوميدي بسيط مع التركيز على الجزئيات، والتفاصيل التي نضعها أمام المشاهد، والذي يبدأ في طرح تساؤلاته حول المشاكل، ولمَ وصلنا لكل هذا التشنج والتوزع في أسرنا الصغيرة؟».
تحكي المسرحية التي قدمها مسرح محمد الخامس بشراكة مع مسرح المدينة، وألفها عبد الكبير الشداتي، وتولى السينوغرافيا التشكيلي محمد الشريفي قصة منى التي تؤديها دنيا بوتازوت، وزوجها كريم والذي شخصه عزيز خطاب، وهو الموظف البسيط الذي يتطلع لترقية وظيفية، فيفكران في دعوة رئيسه في العمل للعشاء كخطة لكسب وده وحتى يحققا ما يرغبان فيه؛ ليحسنا وضعهما المادي حتى يرزقا بأطفال، والذي كان مشروعاً مؤجلاً رهيناً بالوضع الاجتماعي الذي يعيشانه، لكن هذه العزومة تسبب لمنى وكريم قلقاً؛ لكونهما لم يتعودا على ضيوف من مستوى رفيع، ويجهلان نوعية الأكل الذي سيقدمانه له، خاصة أن منى لا تفقه في الطبخ الفاخر، فاستعانا بجارتهما الطباخة رقية التي تؤديها الفنانة راوية، والتي ستتعرض لحادث، وستصرف نقود وجبة العشاء في مصاريف علاجها؛ مما سيوثر على الأجواء بين منى وكريم الذي لا يحب هذه الجارة، وازداد حنقه عليها عندما لم تف بوعدها بتحضير الأطباق.
وما زاد الطين بلة أن الطباخة ردت على الضيف في الهاتف بينما كان الزوجان منشغلين في نزاعهما، ولم تستغ الطباخة التي تعتبر نفسها مصنفة بالنظر لتخصصها في الطبخ الرفيع أن ينعتها بالشغالة فشتمته، وتقفل الخط؛ لتقطع بذلك الطريق على ترقية الزوج وعلى منى لإنجاب الأطفال، الأمر الذي يرمز للاستمرارية في الحياة، وانتهت المسرحية مشرعةً كثيراً من الاحتمالات.