الإغراء والإرهاب ودوامة التحرش الجنسي

5 صور

من أكبر المخاوف التي قد تواجه أو تعرّض طفلك ليكون ضحية التحرش، هي استسلامه للإغراءات أو الترهيب والتخويف الذي قد يتعرض له، خاصة ممن يرتادون المنزل أو البيئة التي يعيش فيها الطفل.
وضمن الحملة البيضاء التي أطلقتها مجلة "سيدتي" ضد التحرش الجنسي بالأطفال، بالاشتراك مع برنامج الأمان الأسري الوطني، الذي ترأسه الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز، ومشاركة (فندق إنتركونتيننتال جدة، وشركة رابيا)، التقينا الناشطة والخبيرة الاجتماعية فاطمة الزهراني التي حذّرت من هاتين النقطتين اللتين تعدّان من أقوى وأهم الأسباب التي يجب على الأهل أن يلتفتوا إليها، خاصة الأم التي عليها أن تحذر منها، وتزرع الانتباه لها في نفسية طفلها.

الأطفال والإغراء
تقول الزهراني: الكثير من الأطفال ينجذبون لإغراء قد يقدمه لهم أي شخص غريب، فما بالكم بالقريب الذي كثيراً ما يتسبب لطفل من داخل عائلته أو محيطها بعقدة نفسية قد تدمره طوال حياته؟! وهذا ما يمرّ علينا من خلال قصص كثيرة شاهدناها من حالات وحوادث أو سمعنا عنها.. بداية يرغب الشخص البالغ، أو الذي يكبر الطفل سناً، في تقديم أنواع الإغراءات للطفل؛ كتقديم نوع من أنواع الألعاب المفضلة أو الحلويات أو الذهاب إلى «مشوار» يتمناه، ولا يكاد يحلم الطفل بتلك الإغراءات، إلى أن يطلب من الطفل أشياء جنسية بحتة لا يفهمها ويزرعها في باله؛ بأنها لعبة سرية جميلة بينهما، وأنه سوف يكافئه فوراً بعد الانتهاء من هذه اللعبة. وعلى الرغم من أن هنالك الكثيرين من الشاذين جنسياً يفضلون العنف في التحرش وممارسة الجنس مع الأطفال، فإنهم يستخدمونه في خطوات متقدمة بعد التهديد الذي يتعرض له الطفل، والوقوع في الخطأ الذي قد يعتبره «زلَّة» يخبر بها والديه.

وهنا يكمن دور الأم في توعية طفلها، فالكثير من الأمهات يخجلن من التحدث مع أطفالهن، واعتبار أن هذه الموضوعات قد تفتح أعينهم على أمور مبهمة. لكن السؤال.. هل تفضّل الأم أن يتعرض طفلها للتحرش، أم تقوم بالحديث معه وتوعيته؟

أساليب كثيرة
وتضيف: هناك أساليب كثيرة يمكن للأم أن تتبعها في حديثها حول هذا الموضوع، دون التحدث به بفداحة تخدش براءة طفلها وحياءه، كالقول له: إنه «لا يجب أن يلمس أحد أعضاءك التناسلية؛ لأن ذلك خطأ وحرام.. وهذه عورة.. وهو مكان سري لا يراه سوى الأم والأب.. ولا تقبل أي هدية من أحد مهما كانت بسيطة أو تحبها إلا بالاستئذان من الوالدين.. ولا تسمح لأحد بلمسك من داخل المدرسة أو خارجها دون سبب، أو محاولة مساعدة كأستاذك مثلاً؛ لكيلا ينقل لك الناس الأمراض.. أخبرني بكل ما يحدث معك ولا تخف فلن أعاقبك يوماً على شيء فعلته وأنت لم تعلم بأنه خاطئ».
لذا تعدّ التربية الجنسية هي تربية ضرورية في هذا الزمن؛ لأن الحوادث والتحرشات في ازدياد يوماً بعد يوم، لذا يجب أن تهتم كل أمّ بهذا الموضوع، وأن تجعله نصب عينيها ولا تستبعده عن حياة طفلها أو طفلتها؛ احترازاً من الوقوع في هذه المأساة.