انطلقت فعاليات القمة الثقافية في مدينة أبوظبي وسط حضور ثقافي وإعلامي كبير، وأكد مثقفون وسياسيون أهمية رهان دولة الإمارات العربية المتحدة على الثقافة، من أجل تحقيق السلام والتعايش. مشيدين بجهود الدولة في تكريس قيم التسامح والسلام والحوار وتقبل الآخر، والتي توجت بإطلاق أبوظبي وثيقة «الأخوة الإنسانية»، التي وقعها قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، في فبراير الماضي، وهو أمر يدعو للتفاؤل بالمستقبل.
كما اتفق المشاركون في جلسات النسخة الثالثة من «القمة الثقافية أبوظبي 2019»، والتي انطلقت صباح أمس في منارة السعديات في العاصمة أبوظبي، تحت شعار «المسؤولية الثقافية والتكنولوجيا الجديدة»، وتستمر حتى 11 أبريل الجاري، بتنظيم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، على حيوية الدور الذي تقوم به الثقافة في التقريب بين شعوب ودول العالم، على اختلاف هوياتهم وخلفياتهم الفكرية، والتصدي للعنف والتطرف. داعين إلى توظيف التكنولوجيا للإسهام في هذا الدور.
من جانبها أشارت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة بنت محمد الكعبي، بحسب الإمارات اليوم، إلى أن عنوان القمة يلخص متطلبات الوقت الحالي بتسخير التكنولوجيا، وكيف يمكن للمسؤولين وأفراد في القطاع الثقافي والإبداعي تحمل مسؤولية الطفرة التكنولوجية، ما يتماشى مع رؤية الإمارات 2021، والاتجاه نحو تقنية الجيل الخامس وكيف أنها محرك أساسي للتنمية. وأضافت: «أصبحت التكنولوجيا أداة ووسيلة في صناعة الفن، ونؤمن بأن الثقافة للجميع، وقد ساعدت التكنولوجيا على ذلك، خصوصاً في كسر حاجز طبقة معينة تستمتع بقراءة مخطوطة معينة، أو التعرف على تفاصيل لوحة لا نستطيع رؤيتها بالعين المجردة، ولست متأكدة كيف أشعر بلوحة رسمتها ريشة الذكاء الاصطناعي في سوق الفن، لكن حان الوقت أن نسأل أنفسنا ما العلاقة بين الفن والآلة».
وأشارت إلى أن «القمة الثقافية أبوظبي 2019»، في نسختها الثالثة، تجمع نخبة متميزة من المبدعين وصنّاع السياسات لمناقشة المسؤوليات الثقافية والتكنولوجيا الجديدة، ودور الثقافة في تعزيز الوعي بالقضايا العالمية الملحة، وإسهام القطاع الثقافي في التغيير الإيجابي. لافتة إلى أهمية ما تطرحه القمة من قضايا ومداخلات وتساؤلات، سواء تم إيجاد حلول لها في هذا العام، أو خلال الدورة المقبلة من القمة».
كما شاركت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في النسخة الثالثة من «القمة الثقافية أبو ظبي 2019، والتي تقام في العاصمة الإماراتية خلال الفترة من 7 وحتى 11 أبريل 2019، إيمانًا منها بأهمية اللقاءات الدولية ودورها في نشر الوعي حول الثقافة، والتي حضرها مسئولون وقائمون على العمل الثقافي من مختلف دول العالم، وشارك فيها أكثر من 450 من الخبراء والمتخصصين من 90 دولة.
وحول مشاركتها في انطلاقة النسخة الثالثة من هذه القمة، والتي جاءت تلبية لدعوةٍ كريمة من نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المجتمع، أشارت الشيخة مي «تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة في كل مرة نموذجًا مميزًا يعكس للعالم مدى الحرص والاهتمام بملف الثقافة، إدراكًا منها بأنها -الثقافة- هي النافذة الأمثل التي تطل من خلالها على العالم وتعرف أيضًا بما تمتلك من غنى حضاري ومعرفي»، وأضافت: «المشاركة في هذه القمة وهي منصة دولية تعزز المكانة الثقافية ليس للإمارات الشقيقة فحسب وإنما للمنطقة، تمثل فرصة مناسبة لمناقشة القضايا الثقافية الراهنة من منظورٍ أوسع وهي تواكب في شعارها لهذا العام التوجه الدولي نحو تفعيل دور التكنولوجيا وإدماجها في مختلف المجالات لاسيّما المجال الثقافي من أجل تعزيز مخرجات العمل.
وتناقش «القمة الثقافية» عددًا من القضايا تحت شعار «المسؤولية الثقافية والتكنولوجيا الجديدة»، وتتطرق إلى محاور متنوعة تتعلق بالفن والإعلام والتراث والمتاحف والتكنولوجيا، كما تبحث سبل تمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة بصورة فاعلة في معالجة التحديات العالمية وتسخير الإبداع والتكنولوجيا لتحقيق التغيير الإيجابي.