نالت المرأة حقها في جميع المجالات ضمن سياسة التمكين التي تنتهجها السعودية حالياً، خاصةً بعد إطلاق «رؤية 2030»، ما أسهم في تحقيقها عديداً من الإنجازات، وتقلُّدها مناصب قيادية، محلياً وعالمياً، من ذلك تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في منصب سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ما يدل على المكانة العالية للمرأة السعودية، وقدرتها على خوض غمار العمل السياسي.
وتزامناً مع تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في هذا المنصب الرفيع، ومواكبةً للحدث، عقد موقع «about her» منتدى في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية.
«سيدتي» من جهتها، التقت عدداً من سيدات المجتمع والأكاديميات، وسألتهن عن آرائهن حول تمكين المرأة السعودية في مختلف المجالات، خاصةً المجال السياسي، وتعيين الأميرة ريما في هذا المنصب الرفيع.
بدايةً، أوضحت الدكتورة فاطمة البخيت، مدير الفرع النسائي في جمعية البر بالمنطقة الشرقية، أن السعودية تشهد حالياً نهضة متسارعة، خاصةً في مجال تمكين المرأة، وقالت: «في كل يوم هناك خبر جديد حول تمكين المرأة أفضل بكثير من سابقه، وهذا التعيين الكريم للأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في منصب سفير السعودية لدى أمريكا تأكيدٌ من قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، على أن الدولة تسعى جادةً إلى إزالة أي حواجز، تعترض طريق المرأة السعودية، وتغيير النظرة النمطية إليها وفق منهج واضح ومستمر، وهو ما أكده أكثر من مرة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظه الله، قولاً وفعلاً».
وأضافت: «فيما يخص تعيين الأميرة ريما في هذا المنصب الرفيع، حقيقةً تعجز الكلمات عن التعبير عن سعادتي بذلك. لقد عرفنا عن الأميرة ريما دعمها الكامل للمرأة السعودية، وتأكيدها في كل مناسبة حضرتها على أهمية دورها في المجتمع، من ذلك قولها: لطالما لعبت المرأة السعودية دوراً محورياً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث كانت حاضرة دائماً بوصفها محركاً للطاقات، ورافداً معنوياً في جميع المجالات. وهي إلى جانب ذلك، تمتلك سجلاً حافلاً من النشاطات، إذ تولت عديداً من المناصب الاقتصادية والتجارية، وسعت خلال عملها في الهيئة العامة للرياضة إلى توسيع دائرة مشاركة المرأة في النشاطات الرياضية، فضلاً عن جهودها الخيرية في التوعية والوقاية من الأمراض الخطيرة في السعودية، ولا شك أن هذا التعيين، سيفتح الباب لدخول المرأة السعودية في مجالات أخرى، وتولي مناصب قيادية عالية، كما سيرفع الوعي، داخلياً وخارجياً، بأهمية دورها التنموي الفاعل».
بينما قالت الدكتورة أسماء الأحمدي، الأكاديمية والناقدة، أن المرأة كلما تقدمت في مجالٍ، فُتِحت أمامها فرص أكبر، وزاد الأمل في نيل حقوقها كاملةً، وقالت: "المرأة السعودية تستحق كل ما حققته، وما نالته، هذه المرأة القوية التي تحدَّت العادات المجتمعية البالية، وأكدت كينونتها، وتمرَّدت على سياط التبعية، والتهميش".
وأضافت "خبر تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيراً للسعودية لدى أمريكا إحدى البشائر التي تنهال علينا، خاصةً في الفترة الأخيرة، ويدل على الثقة الملكية الكريمة في قدرات المرأة السعودية، وأنها الشريك الأول لأخيها الرجل في صناعة المجد والنهضة لهذا الوطن الكبير، أرضاً وشعباً. إن منح المرأة حقوق المواطنة كاملةً جزءٌ من خطة قيادتنا الرشيدة للنهوض بالوطن عبر إزالة القيود المجحفة عن المرأة لتنطلق في بناء بلدها، خاصةً أنها جزءٌ من كينونته الاجتماعية، ويُعوَّل عليها في البناء، والتربية، والعمل، ودونها تنتفي كثيرٌ من الركائز، وتختل المنظومة الاجتماعية والأسرية، إذ إن لها دوراً أساسياً في دفع عجلة التنمية والبناء والاستقرار بدليل نجاحها في كثير من المجالات التي خاضتها، منها المجال السياسي، حيث تقلَّدت أعلى المناصب، داخلياً وخارجياً، وحققت نجاحات باهرة لما تملكه من فكر ثاقب، وشجاعة كبيرة، وحنكة سياسية، تشرَّبتها من أرض وطنها الشامخ بقيادته العظيمة".
أما الدكتورة فاطمة كعكي، استشارية الطب النفسي وطب علاج الإدمان، فأكدت أن المرأة السعودية مهيأة الآن لخوض العمل في أي مجال قيادي، وقالت: «المرأة السعودية، يُعرف عنها الحنكة والحكمة، وهي الأم القوية وصانعة الرجال، فلماذا إذاً لا تتولى المناصب القيادية الرفيعة؟ إن وصولها إلى هذه المناصب سيعزز من مكانتها، ويُحقق تطلعات قيادتنا الحكيمة».
وأضافت «المرأة في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يؤخذ برأيها، مثل أم سلمة، التي استشارها رسولنا الكريم في غزوة الحديبية».