يُقال إنّ أعظم أنواع الإحسان، عطاء بدون مقابل، ويتجسد ذلك في العمل التطوعي، فهو ذلك النوع من العطاء الذي لا ينتظر صاحبه مردود عائد مادي، دوافعه حسية داخلية فلا يتمنى سوى بسمة أو فرحة تملأ قلب أحدهم، فالتطوع ركيزة أساسية لنماء المجتمعات وتسخير الطاقات الشبابية للانخراط في أعمال إنسانية يستمد منها جوهره وتؤهله ليصبح مساهماً في المجتمع.
تستعرض «سيدتي» بعض تجارب الشباب والفتيات حول ذلك.
صحافي من العالم التطوعي
يخبرنا الصحافي «سعد العلياني، 27 عامًا» أنّه استمد مهنته وحصل على طموحه من خلال انخراطه في العالم التطوعي وقال: «لن تخرج من العالم التطوعي إلا بفوائد جمّة منها تكوين علاقات ثرية تنعكس إيجاباً على الحياة الشخصية وبناء الثقة الذاتية، لذا كل ابتسامة طفل وكل دعوات مُسن وكل فرحة أسرة ما زالت تمرّ في ذاكرتي»
التطوع سعادة
وتقول« إحسان هوساوي، رئيسة فريق لأجلك ياوطن»: «إنّ العمل التطوعي عالمٌ من الخيرات، وبدوري كناشطة اجتماعية أنصح ممن لديهم استطاعة أنّ يخوضوا تجربة التطوع ولو بالقليل، ومن أبرز البرامج التي أثرّت علّي، برنامج حقيبة ضيوف الرحمن وهي حملة توعوية لنظافة البيئة وقائمة على إيقاف الأشخاص الذين يؤذون البيئة بتصرفاتهم الخاطئة وتوعيتهم وتصحيحها»
عادة مميزة
ويُخبر مدرب التنمية البشرية بليغ النقيب، 37عاماً، أنّ التطوع فكرة يمارسها كعادة مميزة، خاصةً في شهر رمضان، وذلك من خلال مشروع إفطار صائم ويستطرد: «بدأت قصتي قبل أكثر من عشر سنوات بتوزيع خمس عشرة وجبة في اليوم الواحد، وتطور الأمر حتى تعاقدت مع جهات خيرية عديدة ووصلت إلى توزيع ألف وجبة يومياً، كما أنني أمارس التطوع من خلال إلقاء دورات تدريبية مجانية في مجال تخصصي أحياناً، والآثار المترتبة على أي مشروع تطوعي هي زرع روح التآلف والتعاون والتكافل، وتصحيح بعض المفاهيم، واكتساب مهارات التواصل وتعديل لبعض السلوكيات»
«تحصيل حاصل»
ويرى شايق العصيمي، 27 عاماً، أنّ التطوع في الدول العربية محفوفٌ بمجموعة من العقبات، وذلك لغياب الثقافة الفكرية لدی المجتمع، فيعتقدون أنّ هذه الأعمال هي «تحصيل حاصل» ولوقت الفراغ فقط، ولا تُعد ضمن منظومة متكاملة لها تأثيرها الاجتماعي والثقافي والتعليمي والبيئي والاقتصادي ومن أبرز العقبات هو استغلال بعض الجهات الربحية للمتطوعين، وذلك من خلال تكليفهم بمهام ومسؤوليات كثيرة ولا يتم توفير الاحتياجات الأساسية، ويضيف: «كنت شاباً منعزلاً اجتماعياً حتى أُصيب أعز أصدقائي بمرض السرطان فكان وقع الخبر كالصاعقة، وبعد فترةٍ من تعافيه، وضع هذا الشاب نصب عينيه هدفاً واحداً وهو تقديم عمل تطوعي يشارك به المرضی، ويحدّثهم عن تجربته ليزودهم بدافع إيجابي، حينها بدأت في العمل التطوعي»
مفهوم خاطئ
بينما فاطمة الأحمدي، 27 عاماً، تعتقد أن التطوع هو الأمر الذي يُشعرها بالرضا عن حياتها، كما ترى أنّ المجتمع يعتقد بأن تجارب التطوع لا يخوضها إلا الشخص العاطل وهو مفهوم خاطئ، فالتطوع أساس بناء المجتمعات.
أفكار متعددة للتطوع
ويرى رائد التطوع وخبير تكنولوجيا المعلومات الأستاذ «عبدالله الشهري» أنّ الأفكار للتطوع عديدة، أبسطها زرع الأشجار، والتطوع في الموائد الرمضانية، وتنظيم زيارات للمرضى ودور الأيتام، وتفريج الديون ونشر كل ما هو مفيد في وسائل التواصل.
رؤية 2030
رؤية 2030، لم تغفل هذا الجانب التطويري الهام، حيث تطمح المملكة العربية السعودية إلى تطوير مجال العمل التطوعي ورفع نسبة عدد المتطوعين من 11 ألفاً إلى مليون متطوع قبل نهاية عام 2030م.
شباب وفتيات سعوديون: «العمل التطوعي سعادة ورضا»
- شباب وبنات
- سيدتي - فاطمة باخشوين
- 28 أبريل 2019