يعد العمل الجماعي من المهارات الضرورية اللازمة للحصول على أفضل الفرص الوظيفية في القرن الـ 21.
ويأتي في مقدمة مهارات العمل الجماعي القدرة على الاتصال الفاعل، والتكيُّف مع ظروف العمل، إضافة إلى المهارات التقنية، والابتكار، والتفكير الناقد.
هذا ما أوضحه مناع بن محمد القرني، مدرب التطوير الذاتي والإداري والتنمية البشرية، الذي عدَّد لـ«سيدتي نت» أيضاً مهارات أخرى كفيلة في حال الإلمام بها بالحصول على الوظيفة المناسبة، والاستقرار فيها، ونيل رضا المديرين، وتحقيق النجاح.
المهارات الشخصية
بدايةً، كشف القرني، أن إحدى الدراسات، التي اطَّلعت على نحو عشرة آلاف سجل وظيفي لفاقدي الوظائف، توصَّلت إلى نتيجة مفادها أن 85% من الموظفين يفقدون وظائفهم بسبب المهارات الشخصية والاجتماعية، وأن القليل منهم فقط يفقدونها بسبب ضعفهم في الأمور الفنية البحتة، وقال: «هذه الدراسة، وغيرها الكثير، تشير إلى أهمية السمات الشخصية في الحياة العملية، حيث تشكِّل محوراً مهماً في النجاح والتفرُّد، أو في الضغوط والتسرُّب الوظيفي». وأضاف «مهارات الترقي الوظيفي، واستقطاب المتميزين، تعتمد على ثلاثة محاور شخصية، الأول المعلومات والمعارف، ويمثِّل 20% من مساحة التأثير في قرار الاستقطاب، أو الترقي، والثاني الخبرات السابقة والممارسات العملية بـ 30% من نسبة التأثير في القرار، أما الثالث، الأكبر نسبةً، فهو المهارات الشخصية، مثل القدرة على التعامل مع الآخرين، ومهارات الحوار والإقناع والتأثير، والقيادة والإبداع، وغيرها من المهارات الشخصية. كل ذلك يلفت انتباهنا إلى ضرورة العناية بالسمات الشخصية، خاصةً القدرة على التفاعل الاجتماعي الإيجابي، والعمل مع الآخرين في لجان مشتركة، أو فرق عمل محددة، والتعاون معهم».
الذكاء الاجتماعي
ربما تكون قد بدأت التأمُّل، أو إعادة النظر في مهارات العمل الجماعي، ومدى أثرها عليك في الجوانب العملية، أو الاجتماعية، وهنا عليك أن تسأل نفسك: ماذا تمتلك منها، وماذا تفتقد؟
كثيرٌ ممن يلتحق بالعمل بعد إنهاء الدراسات العليا في علوم الإدارة لا يتفوق في عمله، سواءً في المنظمات، أو المؤسسات، في المقابل هناك مَن ينجحون بدرجات أقل، ويتفوقون على أقرانهم أصحاب المستويات الأكاديمية المرتفعة، لأنهم يمتلكون المهارات الشخصية والاجتماعية اللازمة ومنها الذكاء ااجتماعي.
هذا كله إذا ما نظرنا إلى العمل الجماعي من زاوية الأفراد وتأثير ذلك عليهم، أما النظر من زاوية المنظمات فيختلف، إذ إن هذا العمل أكثر أهميةً، لأن المنظمة التي تمتلك أفراداً يتمتعون بمهارات عالية، وقدرات اجتماعية متميزة، تستطيع استثمار ذلك في تحقيق نجاحات كبيرة لها ولهم، وتوفير الجهد والوقت والمال، والأهم من ذلك كله زيادة الأرباح، وتقليل المشكلات، وصناعة الفرص والابتكار.
- المهارات اللازمة للعمل ضمن فريق
هناك عديد من المهارات الاجتماعية التي تجعلك عضواً فاعلاً في عملك ومجتمعك الوظيفي، وهي:
المهارات الذاتية
الثقة في النفس
يجب عليك التحلي بالثقة في النفس للتعبير عن ذاتك وأفكارك دون الخوف من أي عواقب، وتحمُّل النقد، واحترام وجهات النظر المخالفة. ويمكن للشخص تعزيز ثقته في نفسه من خلال أساليب عدة، من أهمها التعرُّف على مهاراته الشخصية، وقدراته الخاصة، وأيضاً عبر كتابة المهام والأهداف الصغيرة اليومية، والالتزام بإنجازها، ثم التدرج في الأهداف الأسبوعية، وهكذا، فتكرار النجاح في تحقيق الأهداف يصنع حالة شعورية من الرضا، ويزيد من الثقة في النفس، كما يمكنك مراقبة مشاعرك السلبية، ومحاكمتها، ومناقشتها منطقياً حتى لا تعطي للأحداث والأخطاء أكبر من حجمها، كذلك يمكنك الاطلاع على الكتب والمقاطع التي تهتم برفع مستوى الثقة في النفس، والاستفادة منها.
التفكير الناقد
يساعدك على الحكم الصائب على الأفكار والأحداث والمواقف، ومن أهم المهارات في هذا الاتجاه الربط المنطقي بين السبب والنتيجة، والاستقراء والاستنتاج، وعدم التسرع في الأحكام، والفصل بين المشاعر والمواقف والقرارات والأحكام.
فهم الذات
هذا الفهم يجب أن يجعلك أكثر وضوحاً أمام نفسك، فتفهم أهدافك ودوافعك وقيمك ومهاراتك، ونقاط قوتك ونقاط ضعفك، وغير ذلك، ما يساعدك في وضع نفسك في المكان المناسب حين توزع الأدوار، أو تقسم الأعمال.
التفكير الإيجابي
يجعلك أكثر تفاؤلاً في استثمار ما يدور حولك لتحسين حياتك، فكراً وسلوكاً ومشاعرَ، فالشخصية الإيجابية تنظر إلى المواقف من زاوية الأسئلة التالية: ما هو أفضل اختيار ممكن؟ كيف يمكنني أن أجعل حياتي أفضل؟ هل هناك حالة أفضل يمكن أن أصل إليها؟
مهارات التواصل
ليس خطأ إن قلنا: إن مهارة الإنصات تأتي في صدارة مهارات التواصل الإيجابي المؤثر، فالإنصات يحمل دلالات كثيرة، ورسائل عدة، فهو يوحي باحترام المتحدث الذي استحق أن تمنحه وقتك واهتمامك بما يقول، كما أنه الوسيلة الأمثل لفهم أفكار ومشاعر الآخرين من حولك.
مهارة التحدث
ليس أي تحدث، إنما التحدث المؤثر، الذي تنطق فيه عيناك قبل شفتيك، وتسبق فيه تعابير وجهك كلماتك، فالحديث الذي يحمل الاحترام للطرف الآخر، والمعنى على نحو واضح حتى لا يُفهم الكلام على غير معناه المقصود، كما في العبارة الشهيرة «معظم مشكلاتنا بين مقصود لم يفهم ومفهوم لم يقصد»، هو الأمثل.
مهارة الإقناع
هذه المهارة تحتاج لإتقانها إلى إجادة المهارتين السابقتين، الإنصات والتحدث، لكن مع التعرُّف على خلفيات الطرف الآخر واهتماماته وأهدافه، ثم محاولة ربط ذلك بما تريد الوصول إليه، ليرى المشهد على أنه توافقٌ وتقاطعٌ مع المصالح المشتركة، وليس احتيالاً لتحقيق أهدافك الخاصة على حساب مواقفه وأهدافه.
المهارات الوظيفية
1- المهارات التي تتعلق بالخبرة الفنية، والقدرة على القيام بمتطلبات الوظيفة، أو الأعمال الموكلة إليك، وهنا من المناسب أن تقرأ في تخصصك، وتطَّلع على كل جديد فيه.
2- القدرة على تحديد الأهداف واتجاهات العمل، سواء كنت في فريق عمل مؤقت، أو في عملك الدائم، وهذه القدرة تساعدك على معرفة آفاق المستقبل، واختيار المناسب منها.
أخيراً: تطوير المهارات لا يتم بجهاز تحكم عن بُعد «ريموت كونترول»، فهو رحلة مستمرة، تبدأ الخطوة الأولى فيها باقتناعك بأهميتها، وتنمو وتزهر بمحاولاتك الدائمة لجعل حياتك أفضل.