لا شك بأن الطفل العنيد من أصعب أنواع الأطفال الذين يمكن التعاطي معهم، فالكثير الأمهات يشتكين من صعوبة التعامل مع طباعهم الصعبة التي تسبب لهن الارهاق، لأن الطفل العنيد يرفض ما يؤمر به وقد يصر على تصرف ما ولا يتراجع عنه حتى في حالة الإكراه.
فحتى لا تتفاقم المشكلة وتصنع فجوة بين الأم والطفل، "سيدتي" تواصلت مع مستشارة الطفولة والمدرب الذاتي لمرحلة المراهقة نجلاء ساعاتي، حتى تُقدم لك مجموعة من النصائح للتعامل مع الطفل العنيد بطريقة تربوية سليمة:
بيّنت "ساعاتي" بأن العناد لدى الأطفال هو حالة نفسية غير مستقرة، مع عدم الاستجابة لأوامر وتوجيهات الأهل أو المربين، والإصرار على فعل العكس لإثبات الذات ولفت النظر، كما أنه وسيلة الطفل للتعبير عن الاستياء وعدم الرضا والغضب من الواقع.
لماذا التعامل مع الطفل العنيد يرهق الامهات:
أوضحت "ساعاتي" بأن بعض الأمهات يشعرن بالإرهاق بسبب التعامل مع طفلهم العنيد، وذلك إن دل فإنه يدل على انخفاض نسبة الوعي والإدراك لدى هؤلاء الأمهات، فالطفل العنيد بالنسبة اليهن هو طفل يرفض الخضوع للأوامر ومتمرد وذو سلوك سيء، والحقيقة عكس ذلك تماماً، فهو طفل قيادي له شخصية مستقلة، لا يحب الأوامر والانقياد لها دون اقناع وأسلوب معين في التعامل، ولذلك هو أفضل منهم في تقدير إمكانياته وما يمكنه فعله.
أسباب عناد الطفل:
قد يكون العناد ناتج عن حالة نفسية عند الطفل أو خلل سيكولوجي، أو الغيرة بسبب فرد جديد في العائلة واستحواذه على الاهتمام، كذلك قد تكون محاولة من الطفل لإثبات ذاته ولفت الانتباه اليه، أو ظاهرة عناد وقتية حسب موقف معين وتنتهي.
كذلك من أهم أسباب العناد الحالة النفسية للوالدين والتي قد تُفرغ على الطفل كهيئة تعنيف، تذمر، اهمال أو دلال زائد وفي كل الحالات يُعتبر ذلك من دعائم السلوك الغير مرغوب فيه لدى الطفل.
نصائح للتعامل مع الطفل العنيد:
تقول "ساعاتي" إن معاملة الطفل العنيد ليست أمراً سهلاً، لذلك لا بد من التحلي بالصبر وعدم اليأس والاستسلام للأمر الواقع بحجة أن الطفل عنيد و"رأسه ناشفه"، كذلك لا بد من الثبات في المعاملة لأن الانسحاب أحياناً يعلم الطفل فن الإصرار والعناد، وفيما يلي بعض النصائح للتعامل مع الطفل العنيد:
• يجب ألا نذكر أمام الطفل أنه عنيد وما إلى ذلك لأن هذا النوع من القول يؤكد للطفل عناده ويرسخه فيه، مهما قلنا له بعد ذلك إن العناد سيئاً.
• من الضروري عدم صياغة الطلب بطريقة توحي له بأننا نتوقع منه الرفض فذلك يعطيه خياراً بالرفض ويشجعه عليه.
• وضع القوانين والثبات عليها وفصل المشاعر عن السلوك، فمن واجب الآباء اظهار الحب المطلق الغير مشروط للابن واشباعه عاطفياً وفصل العقاب عن الحب.
• توقيع العقاب المناسب على الطفل فور عناده لأن ما يناسب طفلاً قد لا يناسب آخر، وما سفيد في وقت ما قد لا يفيد في وقت آخر.
• عدم إرغام الطفل على الطاعة العمياء لأن ذلك سوف يجعله يلجأ للعناد من أجل الخلاص من تسلط أحد الوالدين والحصول على حريته.
• أهمية التسامح وغض النظر عن الأمور البسيطة والتحلي بالدفء في المعاملة.
• استخدام أسلوب الحوار والإقناع بعد توقيع العقاب الناتج عن العناد أمر مهم، وذلك لتعليم الطفل كيف يكون مقنعاً لا عنيداً أرعناً لا يمتلك القدرة على التعامل بهدوء وروية.