أثار مقطع فيديو صوره أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، موجة غضب واسعة في المملكة، بعد أن اتهم مدونون سعوديون مصوره بـ«العنصرية» ضد طفلتين سمراوين خلال مشاركتهما في حفل للأطفال.
وكانت وزارة الداخلية السعودية نظمت الخميس الماضي، حفلًا مخصصًا لأبناء شهداء القطاعات الأمنية والعسكرية في مدينة جدة، حيث شهدت المناسبة السنوية في نسختها الخامسة هذا العام سباقًا للأطفال الحاضرين من أبناء الشهداء.
ونشر سامي الشيباني، صاحب حساب «السناب الأمني» والذي يخصصه لمرافقة القوات الأمنية بمختلف فعالياتها، مقطع فيديو خلال تغطيته للحفل، استعرض فيه عددًا من البنات المشاركات في السباق، وسأل عددًا منهن عما إذا كنّ جاهزات للسباق، فيما تجاهل طفلتين ذواتا بشرة سمراء تقفان في الصف ذاته.
وفجر تصرف الشيباني سخطًا واسعًا، لا سيما أن حسابه يحظى بدعم شبه رسمي، وتسهيل من الجهات الأمنية لمرافقتهم في المناسبات كافة. واتهمه ناشطون وإعلاميون بـ«العنصرية»، مطالبين باتخاذ إجراء رادع بحقه.
وتعاطف آلاف السعوديين مع الطفلتين باعتبار أن مثل هذه «التصرفات الفردية لا تمثل السعوديين»، سواء كانت تخص ابنتي شهيدين، أو أي إنسان آخر، مؤكدين أن السعودية تدعو للمساواة والعدالة، كما أن للحكومة السعودية دورًا كبيرًا في محاربة العنصرية بشتى أنواعها.
وبعد انتشار الواقعة، وجه وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، بالتحقيق في المقطع المثير للجدل. بدوره، حاول الشيباني نفي التهمة عنه، مقدمًا اعتذاره لمن غضب من المشهد، مضيفا أن ما حصل هو «سوء فهم».
من جهة أخرى، أعلن رجل أعمال بمدينة الرياض إهداء الطفلتين من بنات الشهداء اللتين ظهرتا في المقطع، مبلغ 50 ألف ريال لكل منهما.
وأوضح رجل الأعمال يوسف القفاري على حسابه عبر تويتر، أن إهداءه جاء تقديراً لشهداء الوطن وتضحياتهم، لكي ينعم الشعب السعودي بالأمن والأمان، ولروعة ابتسامة الطفلتين وطهارة قلبيهما، مشيراً إلى أنه يعلم أن الدولة لم ولن تقصر معهما، ولكن هذه الهدية تعبير عن حبه لهما ولجبر خواطرهما. مؤكدًا أن «المبلغ هدية وليس صدقة».