مذاكرة ودروس إضافية، ضغوطات من الأهل، كتب بصفحات كثيرة علينا حفظها أو فهمها كلها في الوقت نفسه، تفكير لا ينقطع بالمستقبل وما سوف نكونه غداً، همومنا ومشاكلنا الجديدة والتي لم نألفها سابقاً، والتي ظهرت فجأة عند دخولنا مرحلة المراهقة، أسئلة وجودية وأفكار كثيرة لم تخطر في بالنا من قبل، تغيرات عقلية وجسدية طرأت علينا فجأة، يبدو أن الفتاة المراهقة البريطانية «آرين بوند»، التي واجهت كل ما سبق خلال الفترات الماضية، لم تتمكن من إكمال أولى معاركها في الحياة والإنتصار فيها... فأقدمت على الانتحار.
جدل وحزن
وأثار خبر إقدام «آرين» البالغة من العمر 16 عاماً فقط، على الإنتحار "شنقاً" في غرفتها، جدلاً واسعاً وحزناً كبيراً للجميع في المملكة المتحدة. وزاد الإستغراب أكثر عندما أشيع أنها قررت الإقدام على هذه النهاية المؤلمة والحزينة، بسبب التوتر والضغوطات التي كانت تعيش فيها جراء امتحانات التعليم الثانوي في البلاد، وذلك بحسب «سكاي نيوز».
ضغط نفسي
ووفقاً لما ذكرته صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، فإن الشابة المراهقة، كانت تعيش حالة شديدة من الضغط النفسي، إلى جانب شعور كبير بضعف في ثقتها بنفسها، وقلق مستمر مرافق لها طوال الوقت، هو الأمر الذي جعلها تقدم على الإنتحار شنقاً داخل غرفتها في منزل عائلتها الصغيرة الكائن في جزيرة «وايت» الواقعة شمالي بحر الـ«مانش» في إنجلترا. وكانت قد أقدمت على نهايتها الصادمة هذه، قبل أيام قليلة فقط من الإمتحانات الثانوية النهائية. وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون «قراراً مؤلماً» لشابة بمثل هذا العمر.
ضغط الامتحانات
وأشارت الصحيفة البريطانية، أن «آرين بوند»، كانت تزور العديد من الأطباء النفسيين، حتى تستطيع التخلص من كل هذا القلق وهذه الضغوطات التي كانت تعيشها، كما أنها كانت تتناول العديد من مضادات الإكتئاب والأدوية النفسية التي كان بعضها قوياً جداً في تأثيره. وبحسب ما أدلى به طبيبها النفسي الأخير أمام قاضي التحقيق البريطاني، أن المراهقة الصغيرة كانت "تناضل" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حتى تتمكن من الإنتصار في معركتها على ضغط الامتحانات ومشاكل القلق التي كانت ترافقها. وتابع قائلاً أن كل محاولاتها كانت «من دون جدوى».
فرط تفكير
وبحسب ما صرحت به «ميلاني سميث»، وهي ممرضة مختصة بشؤون الصحة العقلية والنفسية، فإن «آرين بوند» المراهقة ذات الـ16 عاماً، كانت قبل الإمتحانات النهائية متحمسة للغاية، وكانت تريد النجاح وإكمال مسيرتها الدراسية أملاً في مستقبل جميل. وتابعت "سميث"، إلا أن فرط التفكير الذي أصاب «آرين» بخصوص الإمتحانات والدراسة، انقلب بشكل عكسي عليها، على الرغم من أنها كانت قد وعدت عائلتها وجميع المقربين لها، بأنها لن تقوم بإبذاء نفسها بأي شكل من الأشكال، إلا أنها على ما يبدو لم تتمكن من فعل ذلك، وقادتها كل هذه الضغوطات التي عاشتها إلى أن تُقدم على شنق نفسها والإنتحار في غرفتها في منزل العائلة.