لا بد في هذا الشهر الكريم من استذكار من كان له الفضل الكبير في حماية اللغة العربية، وحفظ القرآن الكريم، الذي يتسابق المسلمون إلى ختمه خلال شهر رمضان، إنه أبو الأسود الدؤلي، الذي عمل على حفظ لغته، وحماها من اللحن والتحريف لتبقى محافظة على قوتها ومكانتها حتى يومنا هذا، أبو الأسود الدؤلي، النحوي والشاعر و أول من وضع نقط المصحف، وأعربه، وحَفَظَه عن التحريف.
أبو الأسود الدؤلي رجلٌ حفظ المعنى وصان اللغة
حمل أبو الأسود الدؤلي على كاهله إيضاح الفرق بين الحروف المكسورة، والمفتوحة، وبين القراءة الصحيحة، التي تفضي للمعنى الصحيح، وبين عكسها التي ستُضِلّ الأجيال اللاحقة من المؤمنين عن المعنى المقصود، وكل ذلك من خلال إضافة جوهرية أضافها للغتنا العربية، ألا وهي النقط.
فبعد اختياره لرجلٍ واحد من بين 30 رجلاً لمعاونته، عمد إلى استخدام صباغٍ يخالف لون المصحف، لوضع نقطة واحدة فوق الحرف الذي ينطلق بفتح الشفاه، ونقطة إلى جانب الحرف عند ضمها، ونقطة أسفله عند كسرها، وهكذا حتى أنهى المصحف كله.
مؤسس علم النحو
كما أسس قواعد اللغة العربيّة؛ فكان أول من وضع قواعدها، وأنهج سبلها، ووضع أقيستها. وضع باب الفاعل، وباب حروف الجر، وباب المضاف، وباب النصب، وباب الجرّ. وضع الحركات والتنوين على الجمل، كما كان شاعراً فكتب العديد من الأشعار، ووضعت أشعاره في دواوين شعرية خاصة.
شارك في العديد من النشاطات الدينية والاجتماعية والسياسية، وأجمع العلماء والفقهاء على ذكائه وتعقله، وعُرف عنه حسن التدبير، و قد تتلمذ الكثير من الأشخاص على يديه منهم عطاء وعنبسة بن معدان الفيل المهري وميمون بن الأقرن ويحيى النعماني.