أجمع أطباء النفس والتربويون على أن الاتزان في معاملة الطفل خير وسيلة لتنشئة طفل سوي متزن، يستطيع مواجهة الحياة، وتحمل المسؤولية، وذلك يتم بالابتعاد عن التدليل الزائد أو القسوة والعقاب مع التقليل من فرض الحماية الزائدة على الآثار السلبية. لكل هذا على شخصية الطفل يحدثنا الدكتور عبد الرحمن السيد الباحث النفسي بمركز البحوث.
- الإفراط في التدليل: كثير من الآباء ينسون أنفسهم من فرط حبهم لأبنائهم؛ فيدللونهم دلالاً يفقدهم شخصياتهم؛ بتلبية كل طلباتهم مهما كانت صعوبتها، وفي أي وقت كان، مما يضعف جانب تحمل المسؤولية في الابن، ويساعد على تحكم الطفل في أبويه وضمان خضوعهما له.
- التدليل الزائد يزرع في نفس الطفل الغرور والتكبر، ويجعله يتمرد على سلطة والديه وعدم احترامه لهما أو تطبيق قوانينهما بحجة "أبي لا يرفض لي طلباً، وأمي لا تقول "لا" أبداً".
- ويفقد الطفل بالتدليل الزائد قدرته على التكيف الاجتماعي؛ حيث إنه يتوقع من أصحابه الاستجابة لغروره وطلباته، ولذلك نراه وحيداً بدون أصدقاء.
- أكثر ما يحتاجه الطفل هو إشعاره بالحب والحنان بعامة، وفي ظروف المرض أو الألم خاصة لبث الطمأنينة في نفسه، ولكن يفسده افتقاد أسلوب الأهل التربوي للنظام أو ترك الطفل بلا ضوابط ولا روابط، وإطلاق الحبل له على الغارب بحجة عدم الضغط على الابن.
- الإفراط في القسوة خطأ كبير من جانب الآباء؛ إذ يعتقدون أن القسوة والعقاب البدني يربي رجالاً أشداءَ أو نساءً أقوياء، وينسون أنهم يزرعون الخوف؛ فتنعدم العلاقة بين الطفل ووالديه ويبتعد عنهم، ويصبح الطفل متردداً نتيجة لفقد الطفل ثقته بنفسه، وعدم قدرته على اتخاذ قرار.
- إلى جانب أن العقاب البدني يسبب خوفاً للطفل وتردداً شديداً أمام أي مشكلة، مع عدم القدرة على التكيف الاجتماعي أو حل أي مشكلة يواجهها، كما أن القسوة الزائدة تجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات مع الآخرين.
- الإفراط في الحماية: وتأتي في شكل خوف شديد على الابن بمنعه من اللعب مع الأطفال؛ حتى لا يسقط أو يتأذى، وأحياناً يحب الآباء أطفالهم حباً كبيراً فيخافون عليهم من الدخول في مشكلات تعترض طريقهم ويحاولون حلها.
- وهناك الحماية من البكتريا والجراثيم، وذلك يتم بالتعقيم الزائد، وإفراط الوالدين في الاهتمام بالنظافة والصحة، ونتيجة ذلك ينشأ الطفل ضعيف الشخصية، يعتمد على الآخرين في تصريف أموره ومشاكله، من دون أن يملك القدرة على تحمل أي مسؤولية.
- الحماية الزائدة تجعل طفلك يفتقد مهارة النضوج؛ لأنه لم يمارس التجربة بالقدر الكافي، إضافة إلى أن الطفل ذاته ينتابه شعور دائم بالخطر؛ حيث يهرع إلى أمه عند كل مشكلة صغيرة تصادفه.
- هذا النوع من الحماية يؤدي إلى نوع من النزعات العدوانية أو الخجل الشديد والتخنث. وكلها اضطرابات سلوكية تصيب الطفل، إضافة إلى حالات من الانطواء أو نوبات من الغضب والخوف الشديد من جانب الطفل؛ تحسباً من حدوث مرض.