بإمكانكم أن تصفوا ما حدث مع البريطاني «بين سبيلر»، بما تريدون وسينطبق عليه بكل تأكيد. فإن قلتم بأنه استشاط غضباً، فهو فعل ذلك. وإن اعتقدتم بأنه حزن كثيراً، فهذا أمر بديهي. وربما أيضاً ضحك حتى سقط على الأرض من شدة الضحك. كل هذا حدث بعد أن حجز مكاناً للإقامة والمفاجأة كانت عندما شاهده أمام عينه في العاصمة الهولندية أمستردام.
ووفقاً لما ذكره موقع «سكاي نيوز»، فإن «سبيلر» كان قد قرر أن يقضي إجازته في أمستردام. وكما يفعل الكثيرون استعان بموقع حجز الفنادق الشهير «إير بي إن بي Airbnb»، الذي يُمكن الأشخاص من حجز الغرف التي يريدونها بأسعار أقل من الحجز المباشر في الفندق نفسه. وبالفعل، حجز السائح البريطاني غرفة بحمام خاص، وبسعر قليل لا يتجاوز الـ 100 جنيه إسترليني في الليلة... ولكن..
«بين سبيلر» حجز مكاناً للإقامة والمفاجأة كانت عندما شاهده لحظة وصوله إلى المكان المفترض، إذ أنه لم يجد فندقاً ولا حتى غرفة، وكل ما وجده كان عبارة عن «حاوية شحن» صغيرة في الشارع العام، تحتوي على «فرشات» اسفنجية توضع على الأرض أما بالنسبة إلى «الحمام الخاص»، فقد كان حماماً متنقلاً منفصلاً بجانب الحاوية. وحينها جُنَّ جنون «سبيلر» وكاد يفقد عقله.
عملية النصب على العلن..
بعد أن هدأ «سبيلر» قليلاً وتمكن من امتصاص موجة الغضب التي مرَّ بها، فكّر كيف سيعالج هذه المشكلة. وعلى الفور وجد الحلّ في مواقع التواصل الاجتماعي، فقام بتصوير حاوية الشحن التي من المفترض أن تكون مكان إقامته. وتوجه مسرعاً صوب أقرب فندق وحجز غرفة محترمة، وبعد ذلك نشر الصور على صفحته عبر الـ«فيسبوك». وقدّم شكوى إلى موقع «إير بي إن بي Airbnb»، الذي حجز من خلاله.
السائح البريطاني ليس الضحية الوحيدة..
موقع «إير بي إن بي Airbnb»، قام على الفور بإغلاق الصفحة الخاصة بالشخص الذي نشر الإعلان عبره، واكتشف القائمون على الموقع، أن الشخص نفسه كان قد عرض «حاوية شحن» أخرى للاستئجار في عملية نصب ثانية. وبعد ذلك قام «إير بي إن بي» بتعويض «سبيلر» بأن أعاد له مبلغ الـ 100 جنيه الذي دفعه، وتكفل بدفع تكاليف غرفة الفندق الآخر الذي حجز فيه.
وعلى إثر ذلك، قام الموقع الشهير بإصدار بيان رسمي بالحادثة، جاء فيه: «لا يوجد أي مكان على قوائمنا للعروض الخادعة أو الاحتيالية، لقد سافر أكثر من نصف مليار شخص ولجؤوا إلينا لنسهل عليهم إجراءات الحجز، ومع وجود أكثر من مليوني ضيف يقومون بتسجيل الدخول إلى موقعنا في الليلة الواحدة، فإن مثل هذه المشكلات نادرة الحدوث للغاية».
رغم أن الأمر يكون في لحظته مُستفزاً ومثيراً للغضب، إلا أنه يحتمل الطرافة من مكان آخر. إذ أنه في حوادث مشابهة سابقة، قام أحد الأشخاص في لندن بعرض غرفة للإيجار، وصفها بأنها «غرفة خاصة في موقع عام». ليكتشف من حاول استئجارها، أنها عبارة عن «فرشة» وسجادة وطاولة صغيرة تم وضعهم أمام أحد مواقف السيارات في الشارع العام.