عندما تكون في مباراة مصيرية بكرة القدم، وتسجل هدف الانتصار لفريقك بالوقت بدل الضائع من المباراة، من المفترض أن تكون بطل اللقاء ومنقذ فريقك، وأن تحتفل بجنون كبير بهذا الانتصار الذي كنت أنت سببه الأبرز. هكذا تجري الأمور العادة وهكذا يقول المنطق. إلا أن اللاعب الفنزويلي «جيان كارلوس مالدونادو»، على الرغم من فعله كل ما سبق، إلا أنه بعد تسجيله الهدف القاتل لم يحتفل على الإطلاق، وفعل ما لم يكن متوقعاً.
ووفقاً لما نشرته العديد من وسائل الإعلام الرياضية حول العالم، وصفحات التواصل الاجتماعي المختلفة، فإن «جيان كارلوس مالدونادو»، كان قد شارك في اللقاء الذي جرى بين فريقه نادي «تاشيرا» وفريق «أكاديميا بويرتو» في الدوري الفنزويلي الممتاز، وكان قد تسبب بانتصار فريقه من خلال تسجيله هدف الفوز باللقاء في الدقيقة الـ 92 من الوقت الضائع من عمر المباراة.
إلا أن «مالدونادو»، وعلى عكس ما توقعه الجميع، لم يحتفل بالهدف وبانتصار فريقه «تاشيرا»، بل على العكس، فبدلاً من أن يقفز فرحاً انهار باكياً على الأرض، وكانت معالم الحزن واضحة جداً على وجهه. الذي غرق بالدموع. حيث أنه بهذا الهدف القاتل من عمر المباراة، كان قد تسبب في هبوط الفريق المنافس «أكاديميا بويرتو» إلى دوري الدرجة الثانية من الدوري الفنزويلي.
أما عن السبب الحقيقي لانهيار اللاعب «مالدونادو» بهذه اللحظات، فقد كان لأن والده «كارلوس مالدونادو»، هو المدير الفني للفريق الخصم الذي تسبب في هبوطه، ولهذا السبب كان الحزن والبكاء هما سيدا الموقف بالنسبة إلى مشاعر «مالدونادو» الابن. فقد ملأه الحزن لما تسبب به من خسارة والده للمنافسة بدوري المحترفين.
هذا واحد من المواقف الكثيرة التي تثبت من خلالها لعبة الساحرة المستديرة، أنها ليست مجرد «لـعـبـة»، وأنها عالم كامل من الإنسانية والحب والمشاعر المتجددة والتي لا تنتهي في كل لقاء. وأن عشق الملايين لها حول العالم ليس بالأمر الهين أو العادي. فكل هؤلاء يدركون تماماً ما الذي تعنيه هذه اللعبة الأكثر انتشاراً في العالم.