من منّا لا يتذكر «حروب الوسائد»، التي كنّا نشنها مع أشقائنا وأقراننا من أقاربنا وأصدقائنا في طفولتنا، حرب طاحنة سلاحها الوحيد هي «وسائد النوم»، كانت كفيلة بأن تجعل متعتنا تصل إلى أعلى حدود لها. وتظل هذه الليالي والأيام محفورة في ذاكرتنا حتى ولو وصلنا سنّ الهرم. ويبد أن دولة مثل اليابان، تعرف كيف تعيد صنع ذكريات الطفولة جيداً، ولك أن تتخيل بأنها نظمت بطولة وطنية لـ«حرب الوسائد».
ووفقاً لما ذكره موقع «سكاي نيوز»، فقد أقيمت يوم السبت الماضي 25 أيار/مايو، المنافسات المؤهلة للمشاركة في بطولة «حروب الوسائد»، وذلك في مدينة «إيتو» التي تبعد قرابة الـ 150 كيلومتراً إلى جنوب العاصمة اليابانية «طوكيو». واشتملت هذه المنافسات على مشاركين من مختلف أنحاء المنطقة، كلهم يطمحون للمشاركة في البطولة الأغرب في العالم، والتي بدأت فعالياتها أول مرة منذ العام 2013.
هذه المنافسات العجيبة، والتي كان أول من بدأها عدد من الطُلّاب في إحدى المدارس الثانوية في مقاطعة «شيزوكا» اليابانية، أخذت الصورة التقليدية لـ«معارك الوسائد» التي كنا نقوم بها في طفولتنا أثناء المبيت عند الأقارب أو الأصدقاء بعيداً عن رقابة الكبار. حيث تبدأ اللعبة بـ 5 لاعبين يتظاهرون بأنهم نائمين، ويتلحفون بالأغطية تماماً كما كنا نفعل في الماضي، وبعد ذلك، وعند انطلاق صافرة البداية، يقفز المتنافسون ويبدأون التراشق بالوسائد.
المختلف قليلاً في هذه الحروب السعيدة والطريفة، أن المنظمين لها وضعوا قاعدة أساسية للعبة تشبه لعبة «الشطرنج»، إذ أن لكل واحد من الفريقين «ملك»، وطوال دقيقتين –مدة الجولة الواحدة- على الفريق الأول أن يحاول الوصول له وإصابته بالوسائد، وعلى الفريق الآخر أن يحمي هذا «الملك» الخاص به. كما أنه يحق للاعب واحد من كل فريق أن يستعمل «غطاء السرير» كدرع حماية له.
واشتملت هذه المنافسات المؤهلة 16 فريقاً من مناطق مختلفة من المدينة اليابانية الصغيرة «إيتو». جميعها تسعى للوصول إلى المسابقة الوطنية التي من المفترض أن تقام خلال شهر شباط/فبراير القادم 2020. وفي تصريح لـ«كازوتيرو تاكيغاوا»، الذي يعتبر أكبر اللاعبين المشاركين سناً وعمره 75 عاماً، يقول: «يتواصل الفريق منذ فترة طويلة بفضل أنشطة المضمار والميدان. كل أفراد فريقي متزوجون وأحضروا أطفالهم وأسرهم للاستمتاع».
ومن الجدير بالذكر، أن الفريق الذي فاز بهذه المنافسات، يدعى «بلانك وايت»، وهو يتضمن أصغر اللاعبين المنافسين في البطولة، وعمره 9 سنوات فقط. وكان الفريق الفائز، قد حاز على جائزة رمزية هي عبارة عن مجموعة من المنتجات المحلية، لكن الأهم هو تأهله للبطولة التي تقام على مستوى البلاد العام المقبل.