أكَّد الشيخ محمد الأحمدي"إمام مسجد"،أهميَّة شرح السُّور القصيرة للأطفال وبطريقة مُبسَّطة،حيث تكون بمثابة أدلَّة لهم، قائلاً إنه يجب على الأم أن توضِّح للطِّفل أنَّ القرآن مليءٌ بالكثير من السُّور التي ترتبط بحياته، وهو دليل كلِّ مسلم.
سورة البقرة
وهنا يوضَّح الشيخ الأحمدي أن هذه الآية من سورة البقرة، وفي البداية يجب أن نتعرف على مضمونها:
قوله تعالى (شهر رمضان) هو الشهر التاسع من شهور السنة، ورمضان مأخوذ من اسم الشهر رمضان.
وقوله تعالى (الذي أُنزل فيه القرآن) يعني فضله على غيره من سائر الشهور، حيث أُنزل فيه القرآن الكريم.
أما قوله تعالى (هدى للناس) فيعني أنه يهدي الناس إلى ما فيه كمالهم وسعادتهم في الدارين الدنيا والآخرة.
وقوله (وبيّنات من الهدى والفرقان)، فالبيّنات جمع بيّنة، والهدى هو الإرشاد، وتعني أن القرآن نزل هاديًا للناس، ومبينًا لهم سبيل الهدى، موضحًا طريق الفوز والنجاة، حيث يُفرّق لهم بين الحق والباطل في كل شئون الحياة.
وقوله (فَمَن شَهِدَ مِنكم الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، أي من حضر الإِعلان عن رؤيته يصوم.
وقوله (فعدة من أيامٍ أُخَر)، فعليه القضاء بعدد الأيام التي أفطرها، مريضًا أو مسافرًا، و(لتكملوا العدة)، وجوب القضاء من أجل إكمال عدة الشهر ثلاثين يومًا أو تسعة وعشرين يومًا.
وقوله (وَلِتُكَبِّرُوا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُم)،هنا نُفهِم الطفل أنه يجب إتمام صيام رمضان من وقت رؤية الهلال إلى العودة من صلاة العيد، والتكبير مشروع،وفيه أجرٌ بقولنا "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد".
أما قوله (ولعلكم تشكرون)، أي بذلك يكون العبد من الشاكرين لله على نعمه،
ويجب أن نتحدث مع الطفل عن فضل هذا الشهر، ونخبره أن هناك الكثير من الآيات التي تحدثت على الصيام، والآية التي ذكرناها منها.
واختتم حديثه قائلًا: تتضمن هذه الآية ثلاثة تعليلات،هي:
الأول: تعليل لقضاء ما أفطر فيه المريض والمسافر من رمضان،فإن العلة في القضاء هي أن يكمل المؤمن عدة صوم رمضان،فيصوم تسعة وعشرين يومًا أو ثلاثين يومًا،فيُثاب ثواب من صام رمضان كاملاً ولم يُفطر فيه،وهذا خير عظيم وفضل كبير،حيث تصبح أيام القضاء -وهي بالطبع أيام من غير شهر رمضان- بانضمامها إلى عدة أيام رمضان، ذات فضل وأجر،كأنما هي من شهر رمضان.
والثاني:التعليل لهداية الله تعالى لهذه الأمة إلى أكمل الشرائع وأحسنها، وأجلّها وأعظمها،مع التوفيق للأخذ بها والعمل بما فيها، مما يبعث على تكبير الله وتعظيمه،فالقلوب تستشعر عظمة الله من عظمة علمه وتشريعه، والألسن تلهج بذكره وتكبيره.
أما التعليل الثالث والأخير:تعليل يسوقنا لكل ما تقدم من النِّعَم الإلهية على هذه الأمة،فالله تعالى يَخْلُق ليُذكر ويُنعِم ليُشكَر، وتلك الغاية التي من أجلها خلق الخلق،فإنه ما خلق أو رزق أو أكرم أو أنعم إلا ليُذكر بذلك، ويُشكر فيما أنعم –سبحانه وتعالى- على هذه الأمة المسلمة من جزيل النعم،وعظيم الامتنان، فهو أعدها لشكره.