ليلة القدر
تعتبر ليلة القدر التي هي خير من الف شهر من الليالي الرمضانية الخاصة والتي يحرص الفلسطينيون على احياءها، ورغم الظروف السياسية إلا أنهم يحرصون إلى الوصول إلى المسجد الأقصى لاحياء تلك الليلة فيه، كيف لا، والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، وقد أسرى بالرسول من مسجد قبة الصخرة، فالقدس مدينة مقدسة على مر التاريخ، وتبرز أهميتها في حرص الآلاف لأداء طقوس ليلة القدر فيها.
تبدأ المراسم أولاً بفرش ساحات المسجد الأقصى وتنظيفها، وذلك خلال ساعات النهار، ثم تبدأ بعد ذلك مهمة لجان الكشافة والنظام والمتطوعين والمرشدين والمرشدات وهم من سكان المدينة، وحيث ينتشرون لخدمة المصلين وتهيئة أماكن الصلاة، وكذلك توزيع عبوات الماء والتمر، قبل توزيع وجبات الإفطار والسحور، حيث يتناول المصلون هاتين الوجبتين في المسجد الأقصى وباحاته، وحيث يتم تأمين الوجبات من تبرعات أهل الخير غالباُ.
وقبل أداء صلاة العشاء التي تليها صلاة التراويح يقوم مدير المسجد الأقصى المبارك بالترحيب بالمصلين من خلال مكبرات الصوت والذين وصلوا من كل حدب وصوب، فهناك من وصل منهم من الأردن مثلاُ لإحياء تلك الليلة، إضافة للجاليات المسلمة والسواح المسلمون من جميع أنحاء العالم.
وفي كل عام يصل عدد المصلين في المسجد الأقصى الذين يحيون ليلة القدر إلى حوالي ثلاثمائة وخمسون ألفاُ، ومعظمهم من تجاوز سن الأربعين حسب شروط شرطة الاحتلال التي تمنع دخول الشباب إلى الحرم القدسي.
وتضم ليلة القدر شخصيات سياسية ودينية مهمة من جميع أنحاء فلسطين، يفدون خصيصاُ لأداء الصلاة مع عامة المواطنين، وحيث يتم الترحيب بهم وتتلقفهم وسائل الإعلام، ورغم الحصار المفروض على غزة إلا أن أهلها يصلون بأعداد قليلة ولكن ليس كل عام ضمن شروط صعبة ومشقة لأداء تلك الطقوس في ليلة مباركة، ويتم الترحيب بهم عبر مكبرات الصوت، وحيث يوجه مدير المسجد الأقصى كل عام هذه التحية لجميع المصلين: " يا من زحفتم إلى المسجد الأقصى في هذه الليلة المباركة هنيئاً لكم أنكم مرابطون".
وهكذا يضم المسجد الأقصى أحبته وحيث تقوم لجان الكشافة والسدنة بفصل الرجال والنساء ولكن بطريقة تتيح للجميع سماع الدروس الدينية وتلاوة القرآن الكريم حتى مطلع شمس نهار جديد.