«كرة القدم، ليست مجرد لعبة». نحن نسمع هذه العبارة مراراً وتكراراً في وصف الرياضة الأكثر انتشاراً على مستوى العالم. وهي حقيقية للغاية، وبإمكاننا أن نسأل المتابعين الشغوفين بالساحرة المستديرة، أو على أقل تقدير مراقبة علاقتهم بهذه اللعبة، التي يوماً بعد يوم تتسع رقعتها في قلوب الناس. ومؤخراً، ببادرة إنسانية رائعة، نادي «فالنسيا» الإسباني يُكرم مُشجعاً «وفيّاً» بطريقة خاصة للغاية.
تمثال المشجع الوفيّ وقصة حبه عظيمة لنادي فالنسيا
بطل هذه الحكاية هو «فيسينتي أباريسيو»، أحد أكثر المشجعين وفاءً وحباً لنادي «فالنسيا» الإسباني، الذي يُلقب بـ«الخافيش»، والمعروف بأنه من أكثر الفرق في الدوري الإسباني الـ«لا ليغا» الذي يحظى بقاعدة جماهرية واسعة. وكان «أباريسيو» الوفيّ للخفافيش، قد اعتاد لعقود طويلة من حياته على حضور جميع مباريات الفريق في ملعبه الـ«مستايا»، حتى أنه كان يشتري التذاكر الموسمية ليتمكن من فعل ذلك ومؤازرة شغف حياته.
خلال الأعوام الماضية، أصيب «أباريسيو» بمشاكل في شبكية إحدى عينيه، الأمر الذي أسفر عن إصابته بفقدان البصر، وعلى الرغم من ذلك، ظلّ «أباريسيو» الوفي للخفافيش.. وفياً دائماً. واستمر حتى بعد فقدانه لبصره في شراء التذاكر الموسمية وحضور مباريات الفريق بالـ«مستايا»، واستمر –كما كان يفعل طوال حياته- بالجلوس في مقعده المفضل، المقعد رقم 164 من الصف الـ15 بمدرجات الـ«مستايا».
«الخفافيش» تكرم مشجعها الوفي
قبل عامين من الآن، رحل «فيسينتي أباريسيو»، وتوفي وهو لا يزال عاشقاً لـ«فالنسيا»، ولم يخن وفاءه للفريق أبداً. لذلك قررت إدارة نادي الخفافيش أن تُكرم مشجعها الوفي «أباريسيو» بطريقتها الخاصة، حتى تُخلد ذكراه وما كان يعنيه للنادي، فقررت وضع تمثال للمشجع الراحل بمقعده المفضل رقم 164 من الصف الـ15 في الـ«مستايا».
ولأنها ليست مجرد لعبة، هكذا كرّم نادي «فالنسيا» مُشجعاً «وفيّاً» بطريقة خاصة للغاية. وهكذا خلّد النادي ذكرى «فيسينتي أباريسيو». حيث قام مسؤولو النادي مؤخراً، بالتصريح بأنه صار بإمكان «أباريسيو» أن يكون حاضراً في جميع مباريات «الخفافيش»، وأنه لن يغيب أبداً عن أي واحدة منها. وقال المسؤولون أيضاً: «حتى ولو رحل فيسينتي أباريسيو فإن روحه سوف تظل على مقعده المفضل تتابع المباريات وتشجعنا بشغف.