الجمال.. ليس مجرد وجه حسن وقوام رشيق، وليس مجرد صورة نمطية خارجية تُقدم لنا عبر وسائل عديدة، بل هو أكبر كثيرًا مما سبق، وأكثر عمقًا. يشمل الروح قبل الجسد، والفكر قبل معايير الإعلام أو الشركات لطبيعة الجمال. وهو معادلة متكاملة، إن فُقد أحد أطرافها فلا قيمة للأطراف الباقية. ومؤخرًا، أثير جدل بسبب «لون البشرة»، أوقع مسابقة ملكة جمال الهند 2019 بورطة كبيرة، ووجه إليها العديد من الاتهامات كان أحدها.. العنصرية.
ووفقًا لما ذكره موقع «سكاي نيوز»، فإن مسابقة ملكة جمال الهند الأخيرة، أثارت عاصفة من الانتقادات والأسئلة الصارخة عبر وسائل الإعلام المحلية الهندية، وبين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وصل بعضها حتى اتهام المنظمين لهذه المسابقة بـ«العنصرية»، جراء ما تم وصفه بـ«غياب التنوع العرقي» في المسابقة، واقتصار المشاركات على فتيات ذوات «البشرة البيضاء» فقط.
المرشحات في مواجهة الانتقادات
وكانت صحيفة «تايمز أوف إنديا» الهندية، الناطقة باللغة الإنجليزية، قد أثارت انتقادات واسعة وكبيرة في البلاد؛ بعد قيامها بنشر صورة تجمع المرشحات الثلاثين، اللاتي تمكّنَّ من الوصول إلى الأدوار الإقصائية النهائية من المسابقة، وكانت الصحيفة قد ضمّنت مع هذه الصور عنوانًا عريضًا كان «من ستحصل على لقب ملكة جمال الهند هذا العام؟»، وربما لم تكن الصحيفة الهندية تدري بأنه سيُثار جدل بسبب «لون البشرة»، وذلك كون المتسابقات الثلاثين كنّ من ذوات البشرة البيضاء جميعهن.
جدل على مواقع التواص الاجتماعي
فور نشر صحيفة «تايمز أوف إنديا» صور المرشحات الثلاثين، سارع «لو براون جيمس»، أحد رواد موقع التدوين القصير «تويتر»، بنشر تغريدة على حسابه الشخصي، تتضمن صورة المرشحات الثلاثين، وقام بإرفاق تعليق ساخر وناقد على الصورة، جاء في صيغة تساؤل: «خمنوا معي، ما هو الخطأ في هذه الصورة؟».
تغريدة «بروان جيمس»، لاقت تفاعلًا كبيرًا من قِبل العديد من رواد «تويتر»، الذين أعادوا نشر تغريدته متضمنة بالكثير من الإجابات، والتي كانت بمجملها تشير إلى أن الفتيات جميعهن «بيضاوات البشرة»، حتى إن أحد الناشطين أجاب ساخرًا: «يبدو أن هنالك الكثير من البياض في هذه الصورة». وناشط آخر أجاب قائلًا: «هذا أقرب إلى إعلان لكريم تبييض البشرة، منه إلى مسابقة ملكة جمال!».
ووفقًا لما نشره موقع «سي تي في نيوز»، فإن العديد من النقاد علقوا على الصورة، مشيرين إلى أنه على الرغم من أن الهند تعتبر واحدة من أكثر الدول تنوعًا عرقيًا في العالم، إلا أن 30 متسابقة في نهائيات «ملكة جمال الهند 2019»، جميعهن من ذوات البشرة البيضاء، هن فقط من يلائمن معايير الجمال لدى منظمي المسابقة.
ردّ منظمو الحفل
بعد الجدل الواسع الذي تسببت فيه الصورة، خرجت «شميتا سينغا»، وهي إحدى المنظمات لمسابقة ملكة جمال الهند، في مقابلة على موقع شبكة «بي بي سي نيوز BBC News» البريطانية، وقالت إن ما ظهر في الصورة ليس لون البشرة الحقيقي لجميع المتسابقات، وإنه تم تعديل الصورة عبر برامج خاصة، حتى لا تظهر المتسابقات وكأنهن «لعب بلاستيكية». وتابعت «سينغا» أن كل اللوم يقع على التقنيين العاملين في الصحيفة المطبوعة الخاصة بالمسابقة، إذ إن تعديلهم للصورة كان سيئًا، وأثار كل هذا الجدل، مؤكدة أن هذه ليست الألوان الحقيقية للمتسابقات.
وعقب ما حدث من فضيحة مدوية في هذه المسابقة، والاتهامات الضمنية والمباشرة بالعنصرية، سارع المنظمون إلى صنع صورة جديدة ونشرها على صفحة المسابقة الخاصة، عبر موقع «فيسبوك»، تُظهر الصورة الجديدة الاختلاف بألوان البشرات عند المتسابقات.